المرجعيات الأصلية في اكتشاف التبغ | بيانات خبير الرحمن

المرجعيات الأصلية في اكتشاف التبغ



المرجعيات الأصلية في اكتشاف التبغ



وعاء المايا المتواجد داخله بقايا التبغ



عندما ننظر أمامنا وفي عصرنا الحالي نتوصل للعديد من الماديات من صنع البشر و التي لم نستوعب بعد سبب وجودها مقابل مخلفاتها السلبية، حتما الأمر محير تماما في صياغة أخرى تندرج ضمن الحاجة للشيء أمام أخطر تركيبة أهلكت العديد من الناس على مر العصور و الأزمنة، حيث اكتشف الباحثون في أوائل سنة 2012 دليلا ماديا يعكس التأريخ الزمني لمادة التبغ المكتشفة داخل وعاء يحمل نقشا هيروغليفي مرموز يعود لحضارة المايا، ربما يعتبره البعض منا اكتشاف معتوه بيد أنه يستلزم منا وقفة تأملية مادام هذا الاكتشاف لم تنطفأ حرارته بعد ومازال متوهجا يهتك في النفوس ويستفحل بكافة الوسائل.

قام باحث في معهد
Polytechnique وعالمة الأنثروبولوجيا من جامعة Albany بالاتفاق على طريقة استخدام التكنولوجيا الحديثة المتمثلة في التحليل الكيميائي، وذلك بهدف تحليل الفخار الخاص بحضارة المايا القديمة للتأكد من استخدام التبغ في هذه الثقافة القديمة.

وقد تم اكتشف أول دليل مادي على التبغ في حاوية من أثار حضارة المايا وذلك أثناء بحث مشترك بين مدير منصة البروتيوميات في مركز التكنولوجيا الحيوية Dmitri Zagorevski وJennifer Loughmiller المرشحة لنيل الدكتوراه في جامعة
Albany وبفضل جهود المكتشفين في تحديد طريقة جديدة لفهم جذور قديمة من استخدام التبغ في أمريكا اللاتينية خلال السنوات الأخيرة، كرس علماء الآثار أبحاثهم بركيزة حديثة قائمة على التحليل الكيميائي سواء من الفخار القديمة، والأدوات، والنفايات، و حتى المومياء لجمع الأدلة كيفما كانت نسبة أهميتها حول الحضارات القديمة، ورغم فعالية هذه التقنية المستعملة إلا أن البيانات الكيميائية المحللة تبقى نتائجها نسبية ومشوشة إلي حد ما حيث يمكن لبعض العمليات الطبيعية مثل البكتيريا والمياه أن تحول دون ذلك فتدمر الجزء المتكون من المواد السطحية وبالتالي محو أدلة مهمة في استخراج النتائج وبالإضافة إلى ما سبق ذكره من أساسيات دقيقة يتطلب من الباحثين معالجة متأنية خلال الحفريات الأثرية أثناء معالجة الأشياء داخل المختبر ، في الواقع هناك احتمال كبير قد يقترن بالتلوث المتبادل مع المصادر الحديثة وقد صرح الباحثان بأهمية النتائج التي توصلوا إليها باعتبارها فرصة فريدة من نوعها تعزز البحوث والإنجازات المهمة، ويعود الوعاء المكتشف لأزيد من 1300 سنة، كما زين سطحه بالكتابة الهيروغليفية التي أشارت على ما يبدو رمز من رموز محتوياته (أنظر الصورة أعلاه) .

لطالما ارتبط تعاطي التبغ مع المايا ، وكذا من خلال فك رموز اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة والرسوم التوضيحية التي تبين الآلهة وأرواح الناس مقترنة بالتدخين.

خلال تحليل محتويات الحاوية وجد داخلها بصمة كيميائية للتبغ وقد ساعد هذا التحليل في العثور على النيكوتين، وهو عنصر هام من عناصر التبغ العالقة داخل الحاوية وبالإضافة إلى ذلك تم أيضا اكتشاف ثلاثة منتجات للأكسدة من النيكوتين وهذه الأخيرة تحدث بشكل طبيعي عندما يتعرض التبغ للهواء والبكتيريا.

يعتبر هذا الاكتشاف ثورة جديدة في فهم خواص العلم الحديث وتطبيقاته وذروة الدلائل المحصلة نادرة جدا وغير مسبوقة مما يعتبر من أبرز الاكتشافات التي توصل إليها العلم الحديث.


المصدر : Scientists Discover the First Physical Evidence of Tobacco in a Mayan Container
siege auto

0 التعليقات:

إرسال تعليق