
بين ضفاف وضفاف يحتبي واقع يحكي عن نفسه هو بلسم يتوارى لا يكتفي بقرع الأبواب بل هو سيدها، فماذا سنفعل بدون خيال ولو كانت الحقيقة تطغى وتستفحل، ولو كانت تسير فوق خيوط رفيعة حتى تذبذبها وتفقدها حكمة التواجد، ما ينبغي لا يكتمل وما نبتغي لا يشتمل فقط كلمة ودمعة تسري فوق الجفون نحتمي بها لنسيان أطلال ذكرياتنا، نكثرت لشيء يبدأ ويزول وكل واحد منا يشبه طائر الشحرور، لا نرسي ولا نبتعد، نحن هنا وهناك، كلنا نبحث عن الثغرات وكأننا عبارة عن فقرات نود أن نقفز كما تقفز الضفاضع ونبصم كما تبصم الطوابع، ونحن مازلنا هنا وهناك نبحث عن الشمعة التي ضاعت لنا بالأمس وكنا قد بنينا عليها بالهمس، كلما بلغنا مواقف تشبه ما قد ولت عليه الأيام نبتسم أمام الضوء ثم نقول لا داعي لشمعة بوميض خافت أمام ضياء لا تنقضي ولو كانت تقبع بداخلنا وسط الظلام، ولن ينتهي هاجس الخيال حتى ولو انتهينا سيأتي من يحملها فوق كتفيه ويتغنى بها ليلا ونهارا أكثر منا، فتلك ظلال الماضي المتنقلة لا يهمها الشخص بقدرما يهمها البقاء، تختار منا ما تختار من يحمل سرها ضمن الأسرار .
0 التعليقات:
إرسال تعليق