بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله التوابين المتطهرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين..
لن أجد في الكتاب أن الله كشف العذاب إلا عن أُمَّتين اثنتين، فأمّا أمةٌ فكان تعدادهم مائة ألف ورجل غريب الوطن، أي أن تعدادهم مائة ألف ويزيدون واحداً كان يسكن معهم وليس من قوم يونس، وهو الوحيد الذي آمن بنبيّ الله يونس ولكنه كتم إيمانه لأنه ليس له قبيلةٌ تحميه من أذاهم وشرهم والتزم داره ولم يخبر بإيمانه أحداً حتى نبيّ الله يونس، وعندما أمر الله يونس بالارتحال لم يخبر هذا الرجل الصالح ليصطحبه معه لأنه لا يعلمُ بإيمانه، ولذلك مكث الرجل بين قوم يونس وحين انقضت الثلاثة أيامٍ كما وعدهم نبيّ الله يونس بإذن ربّه فإذا بالعذاب قد جاءهم من فوقهم فسمع الرجل الصالح صريخ النّاس من الفزع، وإذا هم يقولون: نشهدُ أن لا إله إلا الله ونشهدُ أن يونس رسول الله، ومن ثم خرج الرجل فأبصر كسفاً من السماء ساقطاً عليهم، وعلموا أنه ليس سحاب مركوم بل هو العذاب الأليم الذي أخبرهم عنه نبيّ الله يونس أنه سوف يأتيهم بعد ثلاثة أيام.
ومن ثم قام في قوم يونس خطيباً فوعظهم وقال:
" أيّها النّاس لو ينفع الإيمان لقومٍ كفروا برسل الله ومن ثم يؤمنوا حين نزول العذاب إذاً لما أهلك الله أحداً ولكشف الله عنهم العذاب فيكلّ مرّة ولكنه لا ينفعهم الاعتراف بظُلمهم حين نزول العذاب وتلك سُنة الله في الكتاب على الذين كفروا بالحقّ من ربّهم ولن تجد لسُنة الله تبديلاً، غير أني أعلمُ لكم بُحجة على ربّكم". ومن ثم قاطعه القوم وقالوا: "وماهي؟"، فقال: "وكتب ربّكم على نفسه الرحمة فاسألوه بحقّ رحمته التي كتب على نفسه ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين".
ومن ثم صلّى بهم الرجل ركعتين لكشف العذاب وناجى ربّه وقال:
"ربنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، اللهم إننا نجأر إليكم مُتوسلين برحمتك التي كتبت على نفسك وأمرتنا أن ندعوك فوعدتنا بالإجابة فاكشف عنا عذابك إنك على كلّ شيء قدير، ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين".
وكانوا يجأرون معه بالدُّعاء سائلين الله رحمته، وصدّقوا الرجل أنه لا نجاة من عذاب الله إلا الفرار إلى ربّهم وعلموا أنه لا ينفع الإيمان بالحقّ وقتها والاعتراف أنهم كانوا ظالمين فلا ينفعهم حين نزول العذاب كما لم ينفع الذين من قبلهم ولذلك جأروا إلى الله سائلين رحمته التي كتب على نفسه، ومن ثم نفعهم الإيمان برحمة الله ولم يستيئسوا من رحمة ربّهم.
ولذلك نفعهم إيمانهم واستطاعوا تغيير سُنَّةً من سُنن الكتاب في وقوع العذاب، فهم الوحيدون الذين نفعهم إيمانهم من بين الأمم الأولى والسر في ذلك هو سؤال الله بحقّ رحمته التي كتب على نفسه ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين.
وقال الله تعالى:{فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ﴿٩٨﴾}
صدق الله العظيم [يونس]
وذلك هو سبب النّجاة من العذاب لقوم نبيّ الله يونس بسبب الدُّعاء الذي علمهم إياه الرجل الصالح، وأما قُرى الأمم الأخرى الذين أهلكهم الله فلن ينفعهم الإيمان بالحقّ من ربّهم حين نزول العذاب والاعتراف أنهم كانوا ظالمين، وما زالت تلك دعوتهم ولا غير في كلّ زمان إلا قوم يونس. وقال الله تعالى:{كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن ربّكم وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قليلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿٣﴾ وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هم قَائِلُونَ ﴿٤﴾ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا إِلَّا أَن قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٥﴾ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ﴿٦﴾ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ﴿٧﴾}
صدق الله العظيم [الأعراف]
وما زالت تلك دعواهم وهي: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾}
[الأنبياء]
وقال الله تعالى: {فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}
صدق الله العظيم [الأعراف:5]
ومازالت تلك دعواهم فلم ينفعهم من عذاب الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿١١﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾}
صدق الله العظيم [الأنبياء]
فانظروا لقول الله تعالى: {فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ} صدق الله العظيم، وذلك لأنه ليست الحجة لهم على الله الاعتراف بظلمهم فيرحمهم حين نزول العذاب سنة الله في الكتاب ذلك لأن الله قد أقام عليهم الحُجّة ببعث الرسل تصديقاً لقول الله تعالى:{رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حجّة بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}
صدق الله العظيم [النساء:165]
الإمام ناصر محمد اليماني..
____________
لن أجد في الكتاب أن الله كشف العذاب إلا عن أُمَّتين اثنتين، فأمّا أمةٌ فكان تعدادهم مائة ألف ورجل غريب الوطن، أي أن تعدادهم مائة ألف ويزيدون واحداً كان يسكن معهم وليس من قوم يونس، وهو الوحيد الذي آمن بنبيّ الله يونس ولكنه كتم إيمانه لأنه ليس له قبيلةٌ تحميه من أذاهم وشرهم والتزم داره ولم يخبر بإيمانه أحداً حتى نبيّ الله يونس، وعندما أمر الله يونس بالارتحال لم يخبر هذا الرجل الصالح ليصطحبه معه لأنه لا يعلمُ بإيمانه، ولذلك مكث الرجل بين قوم يونس وحين انقضت الثلاثة أيامٍ كما وعدهم نبيّ الله يونس بإذن ربّه فإذا بالعذاب قد جاءهم من فوقهم فسمع الرجل الصالح صريخ النّاس من الفزع، وإذا هم يقولون: نشهدُ أن لا إله إلا الله ونشهدُ أن يونس رسول الله، ومن ثم خرج الرجل فأبصر كسفاً من السماء ساقطاً عليهم، وعلموا أنه ليس سحاب مركوم بل هو العذاب الأليم الذي أخبرهم عنه نبيّ الله يونس أنه سوف يأتيهم بعد ثلاثة أيام.
ومن ثم قام في قوم يونس خطيباً فوعظهم وقال:
" أيّها النّاس لو ينفع الإيمان لقومٍ كفروا برسل الله ومن ثم يؤمنوا حين نزول العذاب إذاً لما أهلك الله أحداً ولكشف الله عنهم العذاب فيكلّ مرّة ولكنه لا ينفعهم الاعتراف بظُلمهم حين نزول العذاب وتلك سُنة الله في الكتاب على الذين كفروا بالحقّ من ربّهم ولن تجد لسُنة الله تبديلاً، غير أني أعلمُ لكم بُحجة على ربّكم". ومن ثم قاطعه القوم وقالوا: "وماهي؟"، فقال: "وكتب ربّكم على نفسه الرحمة فاسألوه بحقّ رحمته التي كتب على نفسه ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين".
ومن ثم صلّى بهم الرجل ركعتين لكشف العذاب وناجى ربّه وقال:
"ربنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، اللهم إننا نجأر إليكم مُتوسلين برحمتك التي كتبت على نفسك وأمرتنا أن ندعوك فوعدتنا بالإجابة فاكشف عنا عذابك إنك على كلّ شيء قدير، ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين".
وكانوا يجأرون معه بالدُّعاء سائلين الله رحمته، وصدّقوا الرجل أنه لا نجاة من عذاب الله إلا الفرار إلى ربّهم وعلموا أنه لا ينفع الإيمان بالحقّ وقتها والاعتراف أنهم كانوا ظالمين فلا ينفعهم حين نزول العذاب كما لم ينفع الذين من قبلهم ولذلك جأروا إلى الله سائلين رحمته التي كتب على نفسه، ومن ثم نفعهم الإيمان برحمة الله ولم يستيئسوا من رحمة ربّهم.
ولذلك نفعهم إيمانهم واستطاعوا تغيير سُنَّةً من سُنن الكتاب في وقوع العذاب، فهم الوحيدون الذين نفعهم إيمانهم من بين الأمم الأولى والسر في ذلك هو سؤال الله بحقّ رحمته التي كتب على نفسه ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين.
وقال الله تعالى:{فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ﴿٩٨﴾}
صدق الله العظيم [يونس]
وذلك هو سبب النّجاة من العذاب لقوم نبيّ الله يونس بسبب الدُّعاء الذي علمهم إياه الرجل الصالح، وأما قُرى الأمم الأخرى الذين أهلكهم الله فلن ينفعهم الإيمان بالحقّ من ربّهم حين نزول العذاب والاعتراف أنهم كانوا ظالمين، وما زالت تلك دعوتهم ولا غير في كلّ زمان إلا قوم يونس. وقال الله تعالى:{كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن ربّكم وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قليلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿٣﴾ وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هم قَائِلُونَ ﴿٤﴾ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا إِلَّا أَن قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٥﴾ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ﴿٦﴾ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ﴿٧﴾}
صدق الله العظيم [الأعراف]
وما زالت تلك دعواهم وهي: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾}
[الأنبياء]
وقال الله تعالى: {فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}
صدق الله العظيم [الأعراف:5]
ومازالت تلك دعواهم فلم ينفعهم من عذاب الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿١١﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾}
صدق الله العظيم [الأنبياء]
فانظروا لقول الله تعالى: {فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ} صدق الله العظيم، وذلك لأنه ليست الحجة لهم على الله الاعتراف بظلمهم فيرحمهم حين نزول العذاب سنة الله في الكتاب ذلك لأن الله قد أقام عليهم الحُجّة ببعث الرسل تصديقاً لقول الله تعالى:{رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حجّة بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}
صدق الله العظيم [النساء:165]
الإمام ناصر محمد اليماني..
____________
0 التعليقات:
إرسال تعليق