البيان الحق في قصة يوسف عليه الصلاة والسلام | بيانات خبير الرحمن

البيان الحق في قصة يوسف عليه الصلاة والسلام

يا إمامي الكريم، فما البيان الحق
في قصة يوسف عليه الصلاة والسلام؟



يوسف عليه السلام وامرأة العزيز..


{وَلَقَدْ هَمّتْ بِهِ وَهَمّ بِهَا لَوْلآ أَن رّأَى بُرْهَانَ رَبّهِ}
 صدق الله العظيم [يوسف:24]

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمُرسلين وآلهم الطيبين والتابعين لهم إلى يوم الدين ولا أُفرق بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين..

أحبتي في الله لقد أُلقِي إلينا سؤال من أحد عباد الله المُكرمين يطلب فيه البيان للبرهان الذي رأه يوسف بالحق في قول الله تعالى:
{وَلَقَدْ هَمّتْ بِهِ وَهَمّ بِهَا لَوْلآ أَن رّأَى بُرْهَانَ رَبّهِ} صدق الله العظيم

ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي بالبيان الحق لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ}صدق الله العظيم.
فحتى نعلمُ البرهان الحق لا شك ولا ريب فلا بد أن نبحر سوياً في القرآن لنأتي بالبيان الحق لهذه الآية ونُفصله تفصيلاً بالحق.

أولاً نبحث سوياً عن البيان الحق لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} فهل هو كما يقول بعض المفسرين أن نبي الله يوسف قد هم بها فبدأ في عناقها؟ ومنهم من يقول أنه جلس بين شعبتيها والله المستعان على ما يصفون! ولسوف يترك الإمام المهدي الرد لامرأة العزيز مُباشرة من محكم الكتاب:
{وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ} صدق الله العظيم [يوسف:32]

وكذلك نترك رد البراءة من النسوة وامرأة العزيز ليلقين بشهادتهن بالحق مع بعض:
{قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:51]

إذاً ياقوم لقد شهدت النسوة بالحق، وإنهن لم يشهدن عليه من سوء ومن ثم زكَّت شهادتهنّ امرأة العزيز، وشهدت امرأة العزيز أنه لمن الصادقين.
ومن ثم تبين لكم بالحق أن يوسف ليس هو من همَّ بها فبدأ بالإجابة لطلبها أو جلس بين شعبتيها والله المُستعان على ما يصفون..
وتبين لكم أن رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام إنما همَّ بها في نفسه أن يجب طلبها ولم يبده لها بعد كونه لا يزال يقاوم نفسه ليمنعها عن الهوى حتى وصل بُرهان الرب إلى القلب ذلكم نور توجل به القلوب فتثبت على الحق يؤيد الله به من أناب إليه من حزبه فيؤيدهم بروح منه تصديقاً لقول الله تعالى:
{أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} صدق الله العظيم [المجادلة:22]

وتلك الروح هي حقيقة اسم الله الأعظم ذلكم رضوان الله على عبيده إذا تنزلت في قلوبهم روح الرضوان فلا يستطيع فتنتهم أُنس ولا جان، ذلكم روح الثبيت لقلوب المؤمنين أذا أيدهم الله بروح منه شرح الله بها صدورهم وترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق سُبحانه وتعالى علواً كبيراً.
ويؤيد الله بها المنيبين إليه من حزبه ليثبت قلوبهم كما أناب إلى ربه رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام حين همَّ في نفسه أن يجيب طلبها لولا أنه أناب إلى ربه ليثبت قلبه فاستجاب له ربه وصرف قلبه عن السوء والفحشاء تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَقَدْ هَمّتْ بِهِ وَهَمّ بِهَا لَوْلآ أَن رّأَى بُرْهَانَ رَبّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السّوَءَ وَالْفَحْشَآءَ إِنّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:24]

وتبين لكم أنما البرهان الرب أنه روح الرضوان تُلقى إلى قلب حزب الله المنيبين المُخلصين تصديقاً لقول الله تعالى:
{أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} صدق الله العظيم

وذلك هو برهان لحقيقة رضوان الله الرب، يلقي به إلى القلوب المبصرة للحق فيشرح الله بنور الرضوان صدورهم فترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق.
والحق هو الله سبحانه وتعالى علوا كبيراً ألا والله الذي لا إله غيره لا يعرف الله فيقدره حق قدره إلا الذين أيدهم الله بروح رضوان الله عليهم فيشعرون بسعادة وسكينه وطمأنينة لا يساويها أي نعيم.
ذلكم بأن رضوان الله هو النعيم الأعظم ذلكم برهان الرب يلقيه إلى القلب ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

وكذلك رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام إنما أناب إلى الرب حين شعر أنه بدأ يضعف وهمّ بها في نفسه، وهو لذلك لمن الكارهين ولا يزال يقاوم نفسه ولم يبدي ضعفه لامرأة العزيز الذي قد صار همّها به ظاهرياً وهو همّ بها في نفسه فقط ولم يبد ذلك لها. وإنما علمنا به الله كما علمه في نفس عبده يوسف عليه الصلاة والسلام وعلم الحزن في قلب عبده كونه همّ في نفسه أن يجب طلبها باطن الأمر برغم أن ظاهر الأمر لا يزال يُحاج امرأة العزيز ويقول لها:
{قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:23]

حتى إذا شاع الخبر عن امرأة العزيز ويوسف عليه الصلاة والسلام، وبدأ نسوة في المدينة يذمونها، إذاً كيف تتنازل لمراودة فتاها وهي امرأة العزيز؟
ومن ثم عزمتهن امرأة العزيز لزيارتها وضيافتها، فأجبن طلبها، وآتت كل واحدة منهن سكيناً وفاكهةً لينةً، فأمرته أن يخرج عليهن ليعلمن النسوة والعالمين أنها ليست من الذين يتبعون الشهوات ولكنها فُتنت بجمال عظيم.
فلما رأينه النسوة شاهدن جمالاً عظيماً لم ترى أعينهن قط مثله في الحياة، فقطعن أيديهن من غير شعور لهول ما يشاهدن من هذا الجمال الذي ما قط شاهدنه في بشر يمشي على وجه الأرض ومن ثم أنكرن أن يكون يوسف من فصيلة البشر وقلن:
{حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ} صدق الله العظيم [يوسف:31]

ومن ثم تبسمت امرأة العزيز ضاحكة لمَ حدث للنسوة، فقد شُغفن بحب يوسف جميعاً ثم قال امرأة العزيز:
{فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ}
صدق الله العظيم [يوسف:32]

ولما شاهد يوسف النسوة قد شغفن جميعاً بحبه ولم تعد امرأة العزيز إلا واحدة من اللاتي شغفن بحب يوسف عليه الصلاة والسلام، ومن ثم أناب إلى ربه وقال:
{قَالَ رَ‌بِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِ‌فْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٣﴾ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَ‌بُّهُ فَصَرَ‌فَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [يوسف]

فلا يزال رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام منيباً إلى ربه ويتذكر أنه قد همَّ بامرأة العزيز في نفسه ويخشى لئن طالت المراودة له عن نفسه أن يجيب طلبهم ولذلك أناب إلى ربه وقال:
{قَالَ رَ‌بِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِ‌فْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٣﴾ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَ‌بُّهُ فَصَرَ‌فَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [يوسف]

وتبين لكم برهان ربه أنه نور رضوان نفس ربه يلقيه إلى قلوب حزبه ليثبت به قلوبهم تصديقاً لقول الله تعالى:
{لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المجادلة:22]

ذلكم هو برهان رضوان نفس الرحمن يامعشر الإنس والجان ألا والله الذي لا إله غيره إن الذين علموا علم اليقين أني المهدي المنتظر الحق من ربهم فإن الله يؤيدهم بروح منه حتى لا يستطيع فتنتهم شيء عن برهان ربهم حقيقة اسم الله الأعظم وإنا لصادقون وهم على ذلك لمن الشاهدين..
بل ذلك هو البرهان لصدق دعوة المهدي المنتظر إلى عبادة رضوان الله غاية وليس وسيلة ليدخلهم جنته ذلك لأن نعيم رضوان الله على عباده هو نعيم أكبر من نعيم الجنة تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72]

ذلكم البرهان الأكبر لحقيقة وجود ربهم هو برهان رضوان الرحمن يجدونه نعيماً أعظماً من نعيم جنة النعيم التي عرضها كعرض السماوات والأرض، ويدرك ذلك الذين علموا بحقيقة هذا البُرهان في قلوبهم فأبصرت الحق لا شك ولا ريب وهم على ذلك لمن الشاهدين.
وذلك هو البرهان في محكم لحقيقة رضوان الرحمن يلقيه الله إلى قلوب حزبه ليصرف به عنهم السوء والفحشاء ولذلك قال الله تعالى:
{وَلَقَدْ هَمّتْ بِهِ وَهَمّ بِهَا لَوْلآ أَن رّأَى بُرْهَانَ رَبّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السّوَءَ وَالْفَحْشَآءَ إِنّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} صدق الله العظيم

وتبين لكم أن برهان الرب كان متعلق بالقلب لذلك قال الله تعالى:
{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السّوَءَ وَالْفَحْشَآءَ إِنّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ } صدق الله العظيم

وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
.................................



التأويل الحق لرؤيا يوسف على الواقع الحقيقي..


بسم الله الرحمن الرحيم وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين، وبعد..
لقد بين الله في ذات القُرآن التأويل الحق لرؤيا يوسف على الواقع الحقيقي وأن ليس لها علاقة بالإعجاز العلمي لعدد المجموعة للكواكب الشمسية بل المقصود أبوي يوسف وإخوته الأحد عشر وذلك هو المقصود من رؤيا يوسف وقد صدقها الله بالحق على الواقع الحقيقي ومضت وانقضت تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا } صدق الله العظيم [يوسف:100]

إذاً هذه الرؤيا قد صدقها الله بالحق على الواقع الحقيقي، ومضت وانقضت، ولا علاقة لها بالمجموعة الشمسية، ولم تسجد ليوسف الكواكب بل أمه وأبيه وأحد عشر كوكباً هم إخوة يوسف.
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
...................................

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على جدي محمد وآله الأطهار وجميع الأنصار للحق في الأولين وفي الآخرين وفي الملاء الأعلى إلى يوم الدين )

سلام الله عليكم أحبتي في الله السائل والمسؤل وإليكم الفتوى بالحق)

وموضع السؤال ((كدنا ليوسف))) رغم ان يوسف عليه الصلاة والسلام هو من جعل السقاية فى رحل أخيه فى قوله تعالى (((فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ )))

والجواب هو إن الله علمه بإلهام وحي التفهيم عن كيفيت الطريقة التي يستطيع أن ياخذ من إخوته أخاه حتى لا يكيدون له كما كادوا لأخية يوسف من قبل فحين دخلوا إخوته من ابواب متفرقة هيئ الله له الفرصة بالإنفراد بأخيه لكي يعرفه يوسف على نفسه وقال الله تعالى)

(وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( 69 ) صدق الله العظيم

ومن ثم علمه يوسف عن كيفيت الطريقة التي يستطيع أن ياخذه منهم بطريقة قانونية فأخبره انه سوف يجعل السقاية في رحله حتى يلقي القبض عليه متلبس وعلمه انه سوف يقوم يتفتيش أوعية إخوته حتى لا يشكون في الامر فذلك هو المكر الذي علمه الله لعبده يوسف حتى ياخذ أخوه منهم بحجة انه سرق وليس في ذلك إ ثم على نبي الله يوسف كونها خطة متفق عليها مسبقاً من قبل التنفذ وقد قبل أخاه تلك الخطة ونحجت بإذن الله )

وأما السوآل الآخر الذي تقول فيه )

(وماهو حقيقة القول ((( قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ ))) أهو عندما كان صغيرا أُتهم بالسرقة مثلما اُتهم أخيه الان؟)

ومن ثم تجد الرد في نفس يوسف عليه الصلاة والسلام أنه قال أنهم أشر مكان كونهم مُفترون بالزور والبهتان وقال الله اعلمُ بما تصفوني به أنه زور وبهتان فذلك البيان الحق لقول الله تعالى)

({
قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ}صدق الله العظيم

فانظروا لرد نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام على إفتراءهم عليه بالسرقة وقال )

((
قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ}صدق الله العظيم

أي الله أعلمُ بما تصفوني به انه إفتراء وزوراً وبهتاناً ) وبرغم هذا فللأسف أن الذين يقولون على الله مالا يعلمون يؤكدون أن يوسف سارق قاتلهم الله أنى يؤفكون)

وأما سؤالك الآخر الذي تقول فيه )

س2/ ما المقصود من العصر فى قوله تعالى (((والعصر إن الانسان لفى خسر ))) صدق الله العظيم

والجواب هو إن الله اقسمُ بعصر الحياة الدُنيا أن الإنسان لفي خسر في هذه الحياة كون تجارتهم خاسرة الذين لم يعملوا لدار الآخرة من هنا ولذلك استثنى من الخسارة الذين آمنوا علموا الصالحات فأولئك يريدون الله والدار الآخرة وتجارتهم تجارة لن تبور )

.............................

قال الله تعالى:{يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّ‌قَةٍ} صدق الله العظيم [يوسف:67]

بسم الله الرحمن الرحيم.. وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين، وبعد..
إنها الحاجة التي في نفس يعقوب قضاها وذلك لأن الله أوحى إلى يعقوب بوحي التفهيم أن الذي طلب أخ لهم من أبيهم أنه يوسف.
فعلم يعقوب أن الله أصدق يوسف رؤياه بالحق وأنه ذاته عزيز مصر ويريد يعقوب أن يطمئن قلبه أنه يوسف ولعله بعث بطلب أخيه بنيامين لكي يرسله إلى أبيه ويخبره بأنه يوسف وبسبب هذا الظن من يعقوب أراد أن يُهيئ ليوسف فرصة لكي يستطيع أن يُكلم يوسف أخاه على انفراد من إخوته سرا بالخبر لكي يخبره عند عودته.
ولكن.. أظهر يعقوب أنه يخشى عليهم من الحسد لجمالهم ولفت النظر إليهم حين دخولهم جميعا من باب واحد إلى الرجل الذي طلب منهم أخ لهم من أبيهم.
وحتى لا تصيبهم العين أمرهم أن يدخلوا من أبواب متفرقه. ولكن يعقوب يعلم أنه لا يغني عنهم من الله شيئا إن أراد الله أن يصيبهم بسوء وإنما حاجة في نفس يعقوب قضاها وهي: يريد يعقوب أن يُهيئ الفرصة ليوسف ليُكلم أخاه على انفراد وانقضت الحكمة بنجاح، وفعلا هيأ يعقوب بهذه الحكمة الفرصة ليوسف ليُكلم أخاه على انفراد وقال الله تعالى:
{وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّ‌قَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ ۖ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿٦٧﴾ وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَ‌هُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا ۚ وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ‌ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾ وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَخَاهُ ۖ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٦٩﴾}صدق الله العظيم

وقد عادت الفرحة إلى نفس يعقوب وقلبه مُطمئن أن الذي أرسل لأخ لهم من أبيهم أنه يوسف وأن الله قد أصدقه الرؤيا بالحق وقد صار عزيز مصر، وكان يُعد الأيام والليالي لعودة أبنائه لكي يخبره بنيامين بالبشرى، وإذا هم رجعوا ولم يعد معهم بنيامين وهو كان منتظراً البشرى بيوسف وإذا بنيامين لم يُعد ولكن الصدمة كانت كبيرة فقد عادت الفرحة إلى نفسه أنه وجد يوسف ولذلك بعد عودتهم قال:
{يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف:84]

و برغم أن يوسف ضاع قبل زمن طويل ولماذا تأسف عليه بعد عودتهم من مصر حتى ابيضت عيناه من الحزن من عظمة الصدمة؟ وذلك لأنه كان ينتظر البشرى بوجود يوسف ولكنه تأكد من أصحاب قافلة العير التي أقبلوا فيها أن أولاده صادقين وأن بنيامين سرق وأخذه عزيز مصر.
ومن ثم عاد الله إليه وحي التفهيم يؤكد له أن الرجل الذي قبض أخيه أنه يوسف وإنما يخشى عليه أن يقتلوه إخوته أو يلقوه في غيابت الجب كما فعلوا به من قبل وأخبرهم أن ذلك الرجل أنه يوسف وأمرهم أن يذهبوا مرة أخرى إلى مصر فيتحسسوا من يوسف وأخيه عنده وأنهم لا ييئسوا من رحمة الله وقال الله تعالى:
{يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:87]

ولكنهم ذهبوا ولم يتحسسوا من يوسف ولا أخيه وكذلك لا يُصدقون أباهم بأن ذلك الرجل عزيز مصر أنه يوسف فهذا مُستحيل أن يصبح عزيز مصر أخاهم يوسف الذي ألقوه في غيابت الجب!

وقبل أن نكمل نعود لبيان قوله تعالى {وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:15]

وذلك بعد أن ألقوه في غيابة الجب أوحى الله إلى يوسف بوحي التفهيم وليس بوحي التكليم من وراء حجاب ولا بوحي الإرسال عن طريق جبريل بل بوحي التفهيم إلى القلب مُباشرة إلى قلب يوسف ليطمئنه أنه لن يتخلى عنه.
وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرا لكم عسى الله أن يصدقه الرؤيا بالحق فيعزه فيلقى إخوته يوم ما وهو ذي عز وجاه وسلطان ثم لا يعرفونه ولا يشعرون أن هذا الرجل يوسف ومن ثم يُذكرهم بما صنعوا بيوسف ومن ثم يعرفونه أنه يوسف وذلك هو معنى قوله تعالى:{وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}[يوسف:15]

أي لتذكرهم بصنيعهم هذا وأنت في موقع عز كبير ولذلك لا يشعرون إنك أنت يوسف وهم في موقع ذُل وهوان يطلبون الصدقة.. فانظروا التصديق لوحي التفهيم هذا وقال الله تعالى:
{فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ‌ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّ اللَّـهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ﴿٨٨﴾ قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ ﴿٨٩﴾ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَـٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّـهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ‌ فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ‌ الْمُحْسِنِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [يوسف]

وكذلك يتلقى الإمام ناصر مُحمد اليماني وحي التفهيم للبيان الحق للقرآن العظيم فلا تستطيعوا أن تأتوا ببيان أحسن من بيان الإمام المهدي بالحق وخيرا تأويلا لو تعمرتم خمسين ألف سنة لأنه الحق وهل بعد الحق إلا الضلال وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــ ـــ

لماذا قال نبى الله يعقوب سوف أستغفر ولم يدعُ حينها فوراً؟



وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين أخي الكريم إنما يقصدوا أن ظلموا أباهم وأخاهم يوسف فيطلبون منه المسامحة وأن يستغفر لهم فوعدهم أن يستغفر لهم ولكنه يريد أن يطمئِنَّ قلبه على سلامة ولديه يوسف وأخيه فيتأكد كذلك من توبتهم لأن المصر على الإثم لا فائدة من الإستغفار له تصديقاً لقول اله تعالى:
{ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80 ) }
صدق الله العظيم[التوبه:80]

واعلم إن هذه الآية في المنافقين ونستنبط منها عدد الإستغفار للمُخطئِين وأموات المُسلمين وإنما لم يتقبل الله استغفار رسوله للمنافقين لأنه يعلم سبحانه بعدم توبتهم وندمهم على ما يفترون فكيف يغفر الله لهم وأما بالنسبة لأولاد يعقوب وإنما طلبوا منه الإستغفار لأنهم ظلموا أباهم وظلموا أخاهم فقد آذوا أباهم اذىً كبيراً ولذلك يطلبون منه الإستغفار لهم ومُسامحتهم ليغفر الله لهم إثمهم في حق أبيهم وأخويهم يوسف وأخيه ويريد أن يجتمع بأولاده فيطلب منهم أن يغفروا لإخوانهم حتى يغفر الله لهم وهو خيرُ الغافرين فهو لم يلتقِ بيوسف وأخيه بعد ولذلك وعدهم بالإستغفار .

وأما بالنسبة للدعاء فهو في أي وقت تدعو ربك تجده فهو حي قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم يغفر لمسيء النهار والليل حين التوبة والإنابة فلا يؤخرها إلى وقت معين، سبحان الله! تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴿133) }
صدق الله العظيم[آل عمران]

ويجيب دعوة الداعِ المُخلص حين يدعوه في أي وقت، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴿186﴾ }
صدق الله العظيم[البقره:186]

وإنما الدعاء في أي وقت ولا يجوز الإعتقاد أنه لن يجيب الله إلا في وقت معلوم ولذلك ينتظر لذلك الوقت، بل الدعاء مثله كمثل النافلة في أي وقت، 
فاذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون، وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين .

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

بسم الله الرحمن الرحيم 
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين وبعد..

إنها الحاجة التي في نفس يعقوب قضاها وذلك لأن الله أوحى إلى يعقوب بوحي التفهيم إن الذي طلب أخ لهم من أبيهم أنه يوسف فعلم يعقوب إن الله أصدق يوسف رؤياه بالحق وأنه ذاته عزيز مصر ويريد يعقوب أن يطمئن قلبه أنه يوسف ولعله بعث بطلب أخيه بنيامين لكي يرسله إلى أبيه ويخبره بأنه يوسف وبسبب هذا الظن من يعقوب أراد أن يُهيئ ليوسف فرصة 
لكي يستطيع أن يُكلمه يوسف أخاه على انفراد من إخوته سراً بالخبر لكي يخبره عند عودته ولاكن يعقوب أظهر أنه يخشى عليهم من الحسد لجمالهم ولفت النظر إليهم حين يدخلون جميعاً من باب واحد إلى الرجل الذي طلب منهم أخ لهم من أبيهم وحتى لا تصيبهم العين أمرهم أن يدخلوا من أبواب متفرقه ولكن يعقوب يعلم أنه لا يغني عنهم من الله شيئا إن أراد الله أن يصيبهم بسوء وإنما حاجة في نفس يعقوب قضاها وهي يريد يعقوب أن يُهيئ الفرصة ليوسف ليُكلم أخاه على انفراد وانقضت الحكمة بنجاح وفعلا هيأ يعقوب بهذه الحكمة الفرصة ليوسف ليُكلم أخاه على انفراد وقال الله تعالى:{ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (68) وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (69) }
صدق الله العظيم[يوسف]

وقد عادت الفرحة إلى نفس يعقوب وقلبه مُطمئن إنَّ الذي أرسل لأخ لهم من أبيهم أنه يوسف وأن الله قد أصدقه الرؤيا بالحق وقد صار عزيز مصر وكان يُعدُّ الأيام والليالي لعودة أبنائه لكي يخبره بنيامين بالبشرى وإذا هم رجعوا ولم يعد معهم بنيامين وهو كان منتظر البشرى بيوسف وإذا بنيامين لم يُعد ولكنها كانت الصدمة كبيره فقد عادة الفرحة إلى نفسه إنه وجد يوسف ولذلك بعد عودتهم قال:
{ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ }[يوسف:84]، برغم إن يوسف ضاع قبل زمن طويل ولماذا تأسف عليه بعد عودتهم من مصر حتى ابيضت عيناه من الحزن من عظمة الصدمة وذلك لأنه كان ينتظر البشرى بوجود يوسف ولكنه تأكد من أصحاب قافلة العير التي أقبلوا فيها إن أولاده صادقين وإن بنيامين سَرق وأخذه عزيز مصر ومن ثم عاد الله إليه وحي التفهيم يؤكد له إن الرجل الذي قبض أخيه أنه يوسف وإنما يخشى عليه أن يقتلوه إخوته أو يلقوه في غيابت الجب كما فعلوا به من قبل وأخبرهم أن ذلك الرجل أنه يوسف وأمرهم أن يذهبوا مرة أخرى إلى مصر فيتحسسوا من يوسف وأخيه عنده وأنهم لا ييأسوا من رحمة الله وقال الله تعالى:{ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } 
صدق الله العظيم[يوسف:87]

ولكنهم ذهبوا ولم يتحسسوا من يوسف ولا أخيه وكذلك لا يُصدقون أباهم إن ذلك الرجل عزيز مصر أنه يوسف فهذا مُستحيل أن يصبح عزيز مصر أخاهم يوسف الذي ألقوه في غيابت الجب وقبل أن نكمل نعود لبيان قوله تعالى:
{ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }
صدق الله العظيم[يوسف]

وذلك بعد أن ألقوه في غيابت الجب أوحى الله إلى يوسف بوحي التفهيم وليس بوحي التكليم من وراء حجاب ولا بوحي الإرسال عن طريق جبريل بل بوحي التفهيم إلى القلب مُباشرة إلى قلب يوسف ليُطْمئِنَه أنه لن يتخلى عنه، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم عسى الله أن يصدقه الرؤيا بالحق فيعزه فيلقى إخوته يوم ما وهو ذي عز وجاه وسلطان ثم لا يعرفونه ولا يشعرون إن هذا الرجل يوسف ومن ثم يُذكِّرهُم بما صنعوا بيوسف ومن ثم يعرفونه أنه يوسف وذلك هو معنى قوله تعالى:
{ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }[يوسف:15]، أي لتذكرهم بصنيعهم هذا وأنت في موقع عز كبير ولذلك لا يشعرون إنك أنت يوسف وهم في موقع ذُل وهو أن يطلبون الصدقة فانظروا التصديق لوحي التفهيم هذا وقال الله تعالى:{ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88)قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ(89)قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }
صدق الله العظيم[يوسف]

وكذلك يتلقى الإمام ناصر مُحمد اليماني وحي التفهيم للبيان الحق للقرآن العظيم فلا تستطيعوً أن تأتوا ببيان أحسن من بيان الإمام المهدي بالحق وخيراً تأويلا لو تعمرتم خمسين ألف سنة لأنه الحق، وهل بعد الحق إلا الضلال؟ وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.


ــــــــــــــــــ

أخو الصالحين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني..
siege auto

0 التعليقات:

إرسال تعليق