هنالك وحدات ينبغي أن تشق طريقها إلينا بأسهل الطرق، حين يتعلق الأمر بالقلب لابد من الخضوع الحسي والتودد الوجداني، لابد من التعايش العاطفي والانسجام الروحي، لابد من التعبير الإيحائي والهمسات الشاقة، فكيف لنا أن نكتشف أنفسنا بين كل هذه الترانيم، كيف سنستمتع باللحظات الثنائية المشتركة في مفهوم الحب الحقيقي، نحن نعلم أنه لن يتجلى ذلك بمبعد عن الرونق الأصيلي، فبه تكتمل الصورة ويلتحم الترابط، انه بمثابة مرجعية للعشاق تنهمر منه الأشواق وتنحدر منه اللحظات، جولتنا ستكون عبر الأثير، سنغوص على شاكلة طيف يخترق الأزمنة بذبذبات سجية بحثا عن أقرب صورة للعين أمام هذه اللوحة الاستثنائية .
نفق الحب بأوكرانيا
سنسلك معا هذا الممر يا مالكا قلبي، وسنحكي لكل الأزمنة عن شوقنا الموقود، سنبحث عن موجة تقذف بنا بعيدا عن هذا النظام المادي والذي يحكمنا بمنطق الواقع، فلسنا بحاجة للتذكير كلنا نستوطن فوق قدر الحقيقة، ولم نكن في غفلة عن مرارته يوما، لكن اليوم مختلف يا حبيبي، اليوم أزف طقوسا باسم كل العشاق ولن أكترث لأوضاع تركتها ورائي ولم تكتمل، فإذا تتبعتها سأنسى نعيم الروح وسأظل عبدا لواقعي وسجينا للمجتمع .
لقد ضاع منا الوقت الكثير ولم نستمتع بلحظات الشعور، تلك التي نحيا بوجودها ونستنشق عبيرها بالوصال، فهيا بنا حبيبي نخطوا خطوة خطوة ونستشعر بنعومتها معا، نعود لشعارنا الفطري، ذلك الذي عشنا منه قسطا في الطفولة ثم سرق منا في فترة النضج، سارعنا وناضلنا وكافحنا من أجل الوصول، وجدنا أنفسنا لم نصل سوى لشيء محضور، يخنقنا الواقع باسم المكانة، فهل أنا ناجح مع العالم ومع نفسي في مهانة، سرقوا منا وقت الروح من أجل وقت الجد وبلغنا ما يسمونه النجاح، فهل يقصدون أنهم صنعونا لهم، قاموا بتشكيلي لهدف وينسبون الصنع لذاتي، لا تاخدني عزيزي إن اشتكيت لك وحررت نبضاتي فغالبا ما أكون أعمى ولا أتحدث سوى بلغة البيداغوجية، اليوم نحن معا ولا أكاد أصدق أني أخيرا أذرف دموع الفرح وأحس بطعمها بعدما كنت أسمع عنها وأسخر من حكاياتها، اليوم اكتشفت حقيقتها في جوف هذا الممر الشاعري، ولا يهم ما ضاع ما دمت أدركت نفسي وأدركت سر السعادة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق