قصة خاتم الأنبياء وأعلمهم محمد عليه الصلاة والسلام | بيانات خبير الرحمن

قصة خاتم الأنبياء وأعلمهم محمد عليه الصلاة والسلام

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمُرسلين وآلهم الطيبين والتابعين لهم إلى يوم الدين ولا أُفرق بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين..


خاتم الأنبياء وأعلمهم جميعاً؛ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.
أحبّ خلق الله إلى نفسي وأحبّ إلي مِن نفسي ومن أمّي وأبي ومن النّاس جميعاً
خاتم الأنبياء والمرسلين ورحمة الله للعالمين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم..
________________



عام الفيل و محاولة هدم الكعبة بيت الله الحرام.
وحجارةٌ من سجيل..



ويا أخي الكريم، وإن من الأحاديث المدسوسة هدم الكعبة ونسوا أن للكعبة رباًّ يحميها وأن الذي حماها من أبرهة الحبشي سيحميها ممن سواه. تصديقاً لقول الله تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يردّ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}

[الحج:25]

كما فعل بأبرهة الحبشي الذي كان يريد هدم بيت الله المُعظَّم الكعبة بمكة المكرمة. وقال الله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ‌ كَيْفَ فَعَلَ ربّك بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴿١﴾ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴿٢﴾ وَأَرْ‌سَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرً‌ا أَبَابِيلَ ﴿٣﴾ تَرْ‌مِيهِم بِحِجَارَ‌ةٍ مِّن سِجِّيلٍ ﴿٤﴾ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ﴿٥﴾}
صدق الله العظيم [الفيل]

فلا تنتظروا الهدم للكعبة بيت الله المُعظَّم والعزة لله جميعاً، ولكن للأسف إن المسلمين منتظرون لهدم بيت الله المُعظَّم أفلا تتقون؟ ولو أنهم تدّبروا محكم كتاب الله لوجدوا الحقّ أن الكعبة لها رباً يحميها ولكن أكثر المسلمين أضلتهم الروايات عن الحقّ فهم لتحقيقها منتظرون حتى ولو كانت ضدّ الدين، والمسلمون لا يريدون أن يصدقوا بالمهديّ المنتظَر حتى يُهدم بيت الله المُعظَّم! أفلا يتقون؟

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
أخو رياض وجميع المسلمين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
........................

{وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ}
[الأنعام:7]

فلو قال محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لقومه: سوف يتنزل عليكم كتاب في يوم الجمعة ظهراً من السماء السّاعة الثانية عشر فعليكم يا قريش بالحضور جميعاً في المكان المعلوم لا أخلفه لا أنا ولا أنتم في مكان سوًى عند المسجد الحرام، ومن ثمّ قالت قريش: بل سوف نُحضر السّحرة ينزّلون كُتباً من السماء كمثل كتابك الذي تريد أن تُخيل إلينا أنه ينزل من السماء. ومن ثمّ يأتي السّحرة ويبدأون بتنزيل الكتب ومن ثمّ يتلقف الكتاب أحد كفار قريش ليمسكه بيده فسوف يمسك هواءً؛ لا شيء، وإنما تخييل في النظر.
ومن ثمّ يتنزل القرآن العظيم في كتابٍ من عند ربّ العالمين ومن ثمّ يتلقفه الوليد بن المُغيرة فيمسكه بيده فإذا هو كتابٌ حقٌّ على الواقع الحقيقي، ومن ثمّ يلمسه كُفار قريش بأيديهم أجمعين لقالوا إنما هذا سحر مبين!

ويا سُبحان الله كيف سحرٌ وقد لمسوه بأيديهم أفلا يعقلون؟ ولكن الكفر بالمعجزة آية التّصديق لا يتلوها إلا العذاب ولذلك علم الله أنهم لن يؤمنوا ولو علم بإيمانهم بالحقّ لنزل القرآن عليهم وهم ينظرون، فحتى لا يعذبهم الله نزل به جبريل الأمين باللفظ وتمّ تسجيله في رِقٍ منشورٍ. وقال الله تعالى:
{وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مبِينٌ}
صدق الله العظيم [الأنعام:7]
............................




غار حراء والبحث عن الحقيقــــة..

وكان محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - مجتهداً يتمنى معرفة الحقّ وكان يخلو بنفسه في غار حراء بحيث لا يشغل تفكيره أحدٌ، فيتفكر في خلق السموات والأرض، فعلم بأن الله لم يخلقها عبثاً وأن الأمر عظيم، ولكنه في حيرةٍ من الأمر أيُّ الطُرق تؤدي إلى الحقّ! فهل هي طريقة قومه بعبادة الأصنام؟ أم أن الحقّ في طريق النّصارى؟ أم أن الحقّ في طريق اليهود؟ أم أن الحقّ في طريق المجوس الذين يعبدون النار؟

فأصبح محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - محتاراً لا يدري أي الطرق تؤدي إلى الحقّ فيتبعها فأصبح ضالاً أمام أربعة طرقٍ، طريق قومه وطريق المجوس وطريق النّصارى وطريق اليهود!
فوجده الله ضالاً أمام مفترق أربعة طرق لا يعلم أيهم تؤدي إلى الحقّ، فتألم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - تألماً نفسياًّ لأنه يريد الحقّ ولا يعلم طريق الحقّ مع من حتى يسلكها، ومن ثمّ هداه الحقّ إليه تصديقاً للوعد الحقّ في اللوح المحفوظ:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين}
صدق الله العظيم [العنكبوت:69]

وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: 
{وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى}
صدق الله العظيم [الضحى:7]

وحقق الله له أمنيته فاصطفاه وعلمه وأرشده إلى صراط العزيز الحميد، إذاً محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كان مجتهداً ولكن ليس بإجتهاد البحث بالقراءة لأنه أميّ؛ بل اجتهاد فكري، ولذلك كان يخلو بنفسه في غار حراء وكذلك خليل الله إبراهيم كان مجتهداً باحثاً عن الحقّ وكان يتفكر في ملكوت السماء والأرض نظراً لأنه لم يقتنع بعبادة الأوثان وأراد أن يعبد ما هو أسمى من الأوثان فلما جنّ عليه الليل نظر إلى كوكبٍ. قال هذا ربي. فلما أفل قال لا أحب الأفلين. ومن ثمّ رأى القمر بازغاً قال هذا ربي، فلما أفل قال:
{لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي ربّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ}
[الأنعام:77]

وذلك لأنه يريد الحقّ ويتمنى معرفة الطريق التي تؤدي إليه ولكنه ضالٌّ لا يعلم أي الطريق تؤدي إلى الحقّ، ومن ثمّ تألم نفسياً فكيف يهتدي إلى الطريق الحقّ ولكنه ضالٌ عنها فتألم تألماً نفسياً وقال إني سقيم بعد نظرة التفكر في النجوم؛ كواكب السماء المضيئة والمنيرة، ولم يقتنع بعبادتها، ولذلك تألم تألماً نفسياً منيباً إلى ربّه وقال:
{لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي ربّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ}

ومن ثمّ جاء تصديق الوعد من ربّ العالمين للباحثين عن الحقّ:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين}
صدق الله العظيم

فهداه الله إلى الحقّ واصطفاه، ومن ثمّ دعى قومه على بصيرةٍ من ربّه.
وهذا هو التعريف الحقّ للاجتهاد، هو أن يجتهد الباحث عن الحقّ حتى يهديه الله إليه على بصيرةٍ من ربّه، ومن ثمّ يدعو إلى سبيل ربّه على بصيرة.

ومن خلال ذلك تظهر النتيجة الحقّ، وهي أن الأنبياء كانوا مجتهدون يبحثون عن الحقّ بحثاً فكرياً فيتمنون أن يعلمونه فيتبعونه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نبيّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ الله ما يلقي الشيطان ثمّ يحكم الله آياته والله عليم حكيم}
صدق الله العظيم [الحج:52]
فماهو التمني؟ إنه البحث عن الحقّ حتى يهديه الله إليه فيصطفيه ويختاره، ومن بعد الاصطفاء يحدث شيء آخر، وهي العقيدة لدى الباحثين عن الحقّ فيما هداهم إليه وأيقنوا أنه الحقّ بلا شك أو ريب فاعتقدوا أنهم لن يشكوا فيما علموا من الحقّ شيئاً ولن يضلوا عنه أبداً، ومن ثمّ يريد الله أن يعلموا علم اليقين أن الله يحول بين المرء وقلبه وأن عقيدتهم التي في أنفسهم أنهم لن يضلوا عن الحقّ أبداً بعد أن هداهم الله إليهوهذا يحدث بعد الوصول إلى الحقيقة لجميع الباحثين عن الحقّ. 
كمثل الأنبياء لم يحدث لهم إلا من بعد اصطفائهم وبعثهم لقومهم ومن ثمّ يحدث في النّفس شكٌّ في شأنهم من بعد اصطفائهم وإرسالهم ومن ثمّ يحكم الله لهم آياته لتطمئن قلوبهم أنهم على صراط مستقيم
.............................


أُحذركم حجارة من سجيلٍ تُمطركم من كوكب سقر..

وأُحذركم كوكب العذاب سجيل، والذي أهلك الله بحجارةٍ منه أصحاب الفيل عن طريق طيرٍ أبابيل، فأين تذهبون؟ فلا خيار لكم إلا أن تستجيبوا فتعترفوا بالحقّ ولا تخشوا أحداً إلا الله فإنّا فوقهم قاهرون بإذن الله ربّ العالمين.

بل المهديّ المنتظَر الداعي إلى الذكر في عصر الحوار من قبل الظهور وقد جاء القدر المقدور في الكتاب المسطور لمرور كوكب النَّار سقر أحد أشراط السّاعة الكُبر وآية التّصديق للمهدي المُنتظر.
وقد أدركت الشمس القمر قبل أن يسبق الليل النّهار نذيراً للبشر وآية التّصديق للبيان الحقّ للذكر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر فلله الحجّة البالغة وقد أعذر من أنذر.

واقترب يومٌ عَسِرٍّ على كافة المعرضين من البشر عن الذكر ببأس شديد من الله الواحد القهّار، يمطر عليكم بأحجار من سجيل كما فعل بأصحاب الفيل فجعل كيدهم في تضليلٍ؛ حارقةٍ خارقةٍ من الكوكب العاشر، إذا أصابت الرأس خرجت من الدُّبر فتجعله كعصفٍ مأكولٍ، ولن تأتي بالأحجار طيرٌ أبابيلٌ؛ بل كوكبُ سجيلٍ سقر سوف يمر عليكم بذاته فيمطر عليكم بمطر السوء يا معشر الكفار.

وذلك من كوكب النَّار بأسفل الأقطار من الأراضين السبع من اغتصب من الأرض هذه شبراً ليست له طوق به من الأراضين السبع بسبعة أشبار وكثر في الأرض الفساد وطغى كثيرٌ من العباد، وظلم فيها القوي الضعيف، وتعاونتم على الإثم والعدوان وتركتم سبيل الحقّ والرضوان للرحمن يا معشر الإنس والجان.

وأدعوكم إلى محكم القرآن وسنة البيان الحقّ عن محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلا ما خالف منها لمُحكم القرآن فذلك افتراء ما أنزل الله به من سلطان وجاء من عند غير الرحمن من عند عدوه الشيطان على لسان شياطين الإنس والجان يوحي بعضهم إلى بعض ليُجادلوكم بالباطل فإن اتبعتموهم إنكم لمشركون فأين تذهبون من الرحمن إن تركتم محكم القرآن رسالة الله الشاملة للإنس والجان؟

ونكتفي الآن من البيان من محكم القرآن على لسان الإمام ناصر محمد اليماني بوحي التّفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ. وننتقل الآن من القرآن إلى سنة البيان التي جاءت من عند الله على لسان رسوله إلى الإنس والجان أحب خلق الله إلى نفسي وأحبّ إلي من نفسي ومن أمي وأبي ومن النّاس جميعاً خاتم الأنبياء والمرسلين ورحمة الله للعالمين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وإن كذبتم ببيان القرآن على لسان محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الحقّ التي لا تُخالف لمُحكم القرآن فقد كذبتم بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ، ثمّ أتبرأ منكم وأقول سُحقاً لكم كما سوف يقوله لكم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لأنكم أبيتم اتباع الحقّ من ربّكم وإلى سُنة البيان من بعد القرآن إلى كافة الإنس والجان فإن كفرتم بها كما كفرتم بمُحكم القرآن فالحُكم لله وهو أسرعُ الحاسبين ..
...............................



بسم الله الرحمن الرحيم
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

وياحِمْيَر، 
اعلم بأنّ كوكب سجيل قد ترك نيازك كبرى حول الأرض انسلخت من كوكب سجيل، وكذلك حجارة صغيرة من كوكب سجيل تركها يوم مروره على الأرض، يوم دمر قوم لوط وإبراهيم، ولاتزال منها ما يدور حول الأرض ما بين صغيرٍ وكمثل جبلٍ كبيرٍ، وجميعهن من كوكب سجيل، ومنها التي قذف الله بها أصحاب الفيل فجعلتهم كعصف مأكول.
وأقسم بربّ محمد وعيسى وربّ مريم البتول ليعذب الله من كذب بأمري عذاباً نكراً وقد أعذر من أنذر.

وأما كوكب سجيل فهو الأرض السفلى، أي أسفل الأراضين السبع التي توجد من بعد الأرض الأمّ التي انفتقت منها السموات والأرض، أرض الماء والشجر والبشر التي نعيش عليها الآن، فهي بين السموات السبع والأراضين السبع كما علمكم القرآن بذلك بآية فصيحة وصريحة وواضحة ومحكمة بينة. وقال الله تعالى:

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأرض مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً}

صدق الله العظيم [الطلاق:12]

ولسوف تجدون بأن الأمر وهو القرآن العظيم يتنزل على محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في الأرض الرتق الجامع للسموات السبع بنجومها والأراضين السبع بأقمارها، ولأن أرضكم هي مركز الانفجار لذلك سوف تجدون الأراضين السبع هي من تحت هذه الأرض التي نعيش عليها والذي يتنزل فيها القرآن إلى محمد رسول الله في أمِّ القرى، مركز المركز، محل بيت الله المعمور بالذكر الليل والنهار في كل لحظة وحين لا يخلو من الذاكرين، وذلك هو بيت الله المعمور بالذكر، ذلك هو المسجد الحرام بيت الله المُعظَّم قبلة العالم بيت الله جعل مكانه في مركز المركز أي في مركز الكون يا حِمْيَرْ..

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين
أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
..........................


الكسف هو قِطَعٌ من الحجارة ساقطةٌ من كوكب العذاب على الكافرين..

أولاً عليك أن تعلم يا بوش الأصغر وجميع الكفار بالقرآن العظيم الذي جاء به محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بأنه قد حذّر الكفار قبل أكثر من 1428 عاماً بأنهم إذا استمروا في التكذيب بالقرآن العظيم رسالة الله إلى النّاس كافةً بأن الله سوف يبعث على الكفار من العالمين عذاباً أليماً من كوكب العذاب، فيمطر عليهم حجارةً من سجيلٍ منضودٍ مسومةٍ عند ربّك وماهي من الظالمين ببعيد..

وكان ردّ الكفار أن دعوا الله وأخبرنا الله بردهم في القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
{وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}
صدق الله العظيم [الأنفال:32]

وكذلك تحدّوه أن يسقط عليهم كسفاً الحجارة من السماء وأخبرنا الله بردهم هذا في القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
{أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا}
صدق الله العظيم [الاسراء:92]

ومن ثمّ رد الله عليهم وقال تعالى:
{أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرض إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأرض أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ منِيب} 
صدق الله العظيم [سبأ:9]

ومن ثمّ أكد الله في القرآن العظيم بأنه سوف يسقط على الكافرين كسفَ الحجارة مع الدخان المبين. وقال الله تعالى:
{وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ}
صدق الله العظيم [الطور:44]

وقد بين الله لنا بدعاء الكافرين على أنفسهم بأن الكسف هو قطع من الحجارة كما بيّنا ذلك من قبل في قول الله تعالى:
{وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ}
صدق الله العظيم
ســ 11 : بوش الأصغر:
وهل حدد النَّبيّ الأمي موعد العذاب الذي حذر النّاس منه كافة لئن كفروا بهذا القرآن؟
جــ 11 : المهديّ المنتظَر:
كلا لم يحدد محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - موعد العذاب كما أمره الله أن لا يُحدد لهم متى سوف يأتي هذا العذاب الموعود للكافرين. وقال الله تعالى:
{قُلْ إِنْ أَدْرِ‌ي أَقَرِ‌يبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ له ربّي أَمَدًا﴿٢٥﴾}
صدق الله العظيم [الجن]
...........................



ولأن القرآن العظيم رسالة الله الشاملة لكافة العالمين وليس إلى قريةٍ واحدةٍ؛ بل إلى كافة قُرى أهل الأرض جميعاً ولذلك جعل الله له أمداً بعيداً وأوشك أن ينتهي ذلك الأمد البعيد، أَفَهُمُ الغالبون؟ تصديقاً لقول الله تعالى:

{بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ‌ أَفَلَا يَرَ‌وْنَ أَنَّا نَأْتِي الأرض نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَ‌افِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴿٤٤﴾قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُ‌كُم بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاء إِذَا مَا يُنذَرُ‌ونَ ﴿٤٥﴾ وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ ربّك لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٤٦﴾}

[الأنبياء]
{وَهَذَا ذِكْرٌ مبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ له منكِرُونَ}
[الأنبياء:50]
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا له لَحَافِظُونَ} 
[الحجر:9]
صـــدق الله العظيم
............................


الله يخلق مايشاء ويختار ما كان لهم الخيرة..


الله هو من يصطفي خليفته فلا يحقّ لعباده أن يصطفوا خليفته من دونه فليس هم من يقسمون رحمة ربّك. وقال الله تعالى:
{وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَـٰذَا الْقرآن عَلَىٰ رجل مِّنَ الْقَرْ‌يَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴿٣١﴾ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَ‌حْمَتَ رَ‌بِّكَ} 
صدق الله العظيم [الزخرف:31-32]

فانظر لردّ الله على المحتقرين لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كونه كان راعي الأغنام وفقيراً فلا يملك المال فكيف يختاره الله؟ فلماذا لم يختار رجل من القريتين عظيم في نظرهم كالوليد بن المُغيرة أو الثقفي صاحب الطائف؟ فانظر لرد الله عليهم {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ} صدق الله العظيم.
..............................



لمّا قام عبد الله يدعو الله كافراً بعبادة الاصنام..

أخي المستشار حين لا تفهم المعنى لكلمةٍ ما في القرآن العظيم فعليك أن تبحث عن معناها في مواضع أخرى في القرآن العظيم، فتجعل بحثك شاملاً ولو كانت في موضعٍ آخر فليس ذلك قياساً لاستنباط حكمٍ؛ بل لمعرفة المعنى الحقيقي للكلمة التي تجهل معناها. وعلى سبيل المثال قال الله تعالى:
{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا ﴿١٨﴾ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّـهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴿١٩﴾}
صدق الله العظيم [الجن]

والبيان الحقّ لهده الآية بأن كفارَ قريش حين قام محمدٌ رسول الله في المسجد الحرام يدعو الله وحده وكافراً بعبادة الأوثان التي نصبوها داخل البيت العتيق فيعبدونها من دون الله فحين رأوا محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كافراً بعبادتها وقام في المسجد الحرام يدعو الله وحده فأغضب ذلك كفار قريش الحاضرين حين قام يدعو الله وحده فكادوا أن يكونوا عليه جميعاً فينقضوا عليه جميعاً وينهونه عن عبادة الله وحده فيقولون أجعل الآلهة إلهاً واحداً؟

المهم إننا قد عرفنا أن معنى 
{كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} أي كادوا أن يكونوا عليه جميعاً، فتبين لنا المعنى الحقّ لكلمة لبداً أنه يقصد (جميعاً)، وبقي السلطان الواضح من القرآن لبرهان المعنى الحقّ لكلمة {لِبَدًا}أنها جميعاً فآتيكم به من قصة الكفار الذين ينفقون أموالهم جميعاً ضدّ الله ورسوله ثمّ تكون عليه حسرة عند ربّهم فيُغلبون. وقال الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثمّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثمّ يُغْلَبُونَ} 
صدق الله العظيم [الأنفال:36]

كمثال الوليد بن المغيرة الذي أنفق ماله كلّه ليصد عن سبيل الله فأنفق ماله جميعاً ثمّ غُلب وقتل، ثمّ كان ماله الذي أنفقه جميعاً حسرة عليه عند ربّه. وقال الله تعالى:

{أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ‌ عَلَيْهِ أَحَدٌ ﴿٥﴾ يَقُولُ أَهْلَكْتُ ما لا لُّبَدًا﴿٦﴾}

صدق الله العظيم [البلد]

بمعنى أنه أهلك ماله جميعاً لتجهيز جيش جرار ضدّ الله ورسوله فيحسب أن لن يقدر عليه أحدٌ ثمّ يُغلب ثمّ يكون عليه مالُه حسرةً عند ربّه الذي أنفقه جميعاً عليه للصدِّ عن الحقّ،
ومن خلال البحث فهمنا المعنى الحقّ لكلمة {لبَداً} التي وردت في القرآن مرتين في قول الله تعالى: 
{يَقُولُ أَهْلَكْتُ ما لا لُّبَداً} أي أنفق ماله جميعاً لتجهيز الجيش ضدّ الله وأوليائه ثمّ يغلبه الله ثمّ يكون ماله عليه حسرة عند ربّه وقال الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثمّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثمّ يُغْلَبُونَ}

صدق الله العظيم [الأنفال:36]

وكذلك وردت كلمة {لبدا} في موضع آخر في القرآن العظيم في قول الله تعالى:

{﴿١٧﴾ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا﴿١٨﴾ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّـهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴿١٩﴾}

صدق الله العظيم [الجن]

وها نحن خرجنا بنتيجة بينة مؤكدة أن المعنى لقول الله تعالى 
{يَقُولُ أَهْلَكْتُ ما لا لُّبَداً} أي أهلك ماله جميعاً.
وكذلك نجدها هي نفس المعنى في قول الله تعالى:

{وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا}

صدق الله العظيم

أي كادوا أن يكونوا عليه جميعاً ..
.........................




دعوة محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لأهل الكتاب الى كتاب الله ليحكم بينهم..


لأني أستنبط الحكم الحقّ بينهم من محكم كتاب الله القرآن العظيم الذي جعله الله المرجع الحقّ لكافة الذين فرقوا دينهم شيعاً من المسلمين كما جعل الله القرآن العظيم هو المرجع الحقّ لكافة الذين فرقوا دينهم شيعاً من أهل الكتاب من قبلهم تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ هَذَا الْقرآن يَقُصُّ عَلَى بَنِيْ إسرائيل أَكْثَرَ الَّذِي هم فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} 
صدق الله العظيم [النمل:76]

ولذلك أمر الله نبيه محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يدعو الذين فرقوا دينهم شيعاً من أهل الكتاب أن يدعوهم إلى كتاب الله القرآن العظيم ليحكمَ بينهم فيما كانوا فيه يختلفون من محكم القرآن العظيم فيكون ذلك برهان نبوته بالحقّ وحقيقة هذا القرآن العظيم إنّه حقاً تلقاه من لدُن حكيمٍ عليمٍ. ولكن فريق أهل النَّار المعرضين عن الحقّ من ربّهم أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وقال الله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثمّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ معْرِضُونَ}
صدق الله العظيم [آل عمران:23]
.........................


صحابة رسول الله..
{وَبَشِّرِ‌ المخبِتِينَ ﴿٣٤﴾} [الحج]، وهم صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد:16] وهم قوم في آخر الزمان وليسوا صحابة رسول الله
............................



ويا معشر علماء الأمَّة وتالله لا أريدكم أن تكونوا ساذجين فتصدقوني بأني أنا المهديّ المنتظَر ما لم آتيكم بسلطانٍ مبينٍ وقد جعل الله سلطاني البيان الحقّ للقرآن وآية سلطاني للمسلمين كافة إن رأوني ألجمت علماء المسلمين على مختلف فرقهم ومذاهبهم عن بكرة أبيهم إلجاماً.
فذلك نصر من الله عظيم وإقامة الحجة على كلّ مسلم لم يتبعني ويعترف بشأني بعد أن أظهره الله على أمري في الإنترنت لعالمية أو سُلِّمت له نسخة ورقية ثمّ لا يبحث عن الحقيقة ويتولى ويقول إن آمن به علماء الأمَّة آمنا وإن كفروا بأمره فهم الصادقون فسوف يعلمون من الكذاب الأشر وإني أنا المهديّ المنتظَر ولا أقول على الله غير الحقّ.

ولم أقل لكم بأني رسولٌ جئتكم بكتابٍ جديدٍ؛ بل بالبيان الحقّ للقرآن المجيد من نفس القرآن، ولا وحيٌّ جديدٌ ولا كتابٌ جديدٌ بل القرآن الذي أنتم به مؤمنون، ولكني أرى إيمانكم يأمركم أن تكفروا بالحقّ فلبئس ما يأمركم به إيمانكم يا معشر المسلمين، وأذكركم مايقوله الله لكم أنتم يا معشر المؤمنين في عصر الظهور في قوله تعالى:
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحقّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}
صدق الله العظيم [الحديد:16]

وياقوم ماخطبكم قتلتم القرآن شر قتلة بأسباب النزول والتي معظمها كذب وافتراء على المؤمنين الحقّ في عهد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الذي قال الله عنهم (المخبتين) وأمر رسوله أن يبشرهم. وقال تعالى:

{وَبَشِّرِ‌ المخبِتِينَ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ‌ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِ‌ينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَ‌زَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٣٥﴾}

صدق الله العظيم [الحج]

وقال الله عنهم:

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى ربّهم يَتَوَكَّلُونَ} 

صدق الله العظيم [الأنفال:2]

فهل هم صحابة رسول الله الحقّ الذين معه قلباً وقالباً؟ فنقول بلى. وقال الله تعالى:
{مُّحَمَّدٌ رَّ‌سُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ معه أَشِدَّاءُ عَلَى الكفار‌ رُ‌حَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَ‌اهُمْ رُ‌كَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِ‌ضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ‌ السُّجُودِ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَ‌اةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْ‌عٍ أَخْرَ‌جَ شَطْأَهُ فَآزَرَ‌هُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّ‌اعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكفار‌ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَ‌ةً وَأَجْرً‌ا عظيماً ﴿٢٩﴾}
صدق الله العظيم [الفتح]

فكيف تفترون عليهم يا معشر المفسرين، يا إمَّعات، يامن تتبعون الأقاويل بغير تدبرٍ ولا تفكرٍ؟ فأضللتم المسلمين عن الصراط المسقيم وحصرتم القرآن بأسباب النزول لجماعة ما، وهو مطلق للأمم والناس أجمعين.
وتتهمون صحابة رسول الله الحقّ بأن قلوبهم لم تخشع لذكر الله وما نزل من الحقّ وإنكم لكاذبون يا معشر المفترين يامن تقولون على الله ورسوله ما لا تعلمون فأطعتم أمر الشيطان أن تقولوا على الله ما لا تعلمون وعصيتم أمر الله الذي نهاكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون فكيف تظنون بأن هذه الآية التالية نزلت في صحابة رسول الله الحقّ:
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحقّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} صدق الله العظيم؟

بل والله العلي العظيم أنه يخاطبكم أنتم يا معشر المسلمين في عهد الظهور. أما آن لكم التّصديق؟ ألم أعلن لكم عن نهاية الحياة الدنيا من قبل أن تدرك الشمس القمر فيتلوها الهلال ثمّ أدركته فتلاها الهلال ثمّ اجتمعت به وقد هو هلال كراراً ومراراً ولم يحدث لكم ذكرى؟
ويا معشر المسلمين، هل تعلمون كم الأمد إنه زمن أكثر من ألف عام وليس في عهد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فطال عليكم الأمد فقست قلوبكم.

وياقوم إنها لتوجد في القرآن آيات مخاطبة ولا يقصد بها المؤمنين ولا الكافرين في عهد رسول الله على الإطلاق؛ بل يخاطب الله بها قوماً في آخر الزمان. كمثال قوله تعالى:

{أَوَ لَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرض كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا}

صدق الله العظيم [الأنبياء:30]

فبالله عليكم ماالذي يدري رعاة الإبل بذلك بأن السموات والأرض كانت رتقاً كوكباً نيترونياً واحداً فتكونت نتيجة الانفجار الأعظم ثمّ استوى إلى السماء وهي دخان من بعد الانفجار الأعظم فقضاهن سبع سموات؟ فكيف يخاطب قوماً كافرين لا يرون ذلك حقاً على الواقع الحقيقي؟ بل يخاطب كفار اليوم الذين يرون ذلك حقاً على الواقع الحقيقي ولأنهم يرون ذلك يقول الله لهم في آخر الآية أفلا يؤمنون؟ فمن ذا الذي يقول أنه يخاطب كفار قريش بل يخاطبهم على قدر فهمهم وأكثر خبرتهم في الإبل لذلك قال:
{أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}
[الغاشية:17]

فدعاهم إلى التفكر في الإبل وذكرها قبل أن يذكر السموات والجبال والأرض وذلك لأن أكثر خبرتهم وعلمهم في الإبل ويخاطب القرآن النّاس في كلّ زمانٍ ومكانٍ على قدر فهمهم وعلمهم.
وقد أحاط الله هذه الأمّة من بين الأمم بالعلم في شتى المجالات ولذلك المهديّ المنتظَر يخاطبهم بالعلم والمنطق ويبين لهم ماهي السّاعة فلو جاء بيان السّاعة لكفار قريش لما فهموا الخبر وقال الله تعالى:

{وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السّاعة إِنْ نَظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ}

صدق الله العظيم [الجاثية:32]
................................


كل ابن آدم خطّاء...


و من ثمّ نأتي لخطأ محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله و سلّم - حين اتخذ قراراً من ذات نفسه أن يكون كمثل الملوك الذين يكون لهم أسرى في الحروب و لم ينتظر للفتوى من ربه، فجاء جبريل عليه الصلاة و السلام بالفتوى الحقّ من ربه، ويعلم نبيه أنه أخطأ خطأً كبيراً. وقال الله تعالى:
{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ له أَسْرَ‌ىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الأرض تريدونَ عَرَ‌ضَ الدُّنْيَا وَاللَّـهُ يريد الْآخِرَ‌ةَ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٦٧﴾ لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّـهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٦٨﴾}
صدق الله العظيم [الأنفال]

سبحان الله ويقول الله تعالى بأن لولا رحمته التي كتب على نفسه لما جاء جبريل عليه السلام بالرد بل لكان مسهم من ربّهم عذاباً عظيماً. وقال:
{لَوْلا كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(68)} صدق الله العظيم [الأنفال]

وهنا تبيّن لكم خطأ محمد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلم في اتخاذ القرارٍ الخاطئ وحدث منه ذلك من بعد تكليفه بالرسالة فتاب وأناب وغفر الله له خطأ ظلمه وظلم صحابته لأنفسهم إنه هو الغفور الرحيم .

وعليه فقد أصبحت الآية التي يحاجني بها الصافي من المتشابهات ونقطة التشابه في كلمةٍ واحدةٍ في قول الله تعالى:
{قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم [البقرة:128]

والتشابه حدث في كلمة، وهي 
{الظَّالِمِينَ} فظنّ الشيعة أنه يقصد ظُلم الخطيئة، ولكن الله يقصد ظُلم الإشراك بالله تصديقاً لقول الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}
صدق الله العظيم [النساء:48]

وأعلى درجات ظلم الإنسان لنفسه هو الشرك بالله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} 
صدق الله العظيم [لقمان:13]

وظُلم الإشراك غير ظُلم الخطيئة وذلك لأن المؤمن معرض للإبتلاء فيخطئ ويظلم نفسه بظلم الخطيئة وليس بظلم الشرك لأنه سوف يكون داعية للناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له فلا ينبغي أن يكون الداعية مشركاً لأنه سوف يدعو النّاس إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
وظلم الإشراك غير ظُلم الخطيئة لأن ظلم الخطيئة قد يحدث حتى بعد تكليف الرسول برسالة ربّه.

أفلا ترون أنكم اتبعتم المُتشابه والذي يتناقض مع الآيات المحكمات هُنّ أمّ الكتاب ولم يأمركم الله أن تتبعوا المُتشابه الذي لا يعلم بتأويله إلا الله وحده و يعلِّم به من يشاء من عباده؛ بل أمركم الله باتباع الآيات المحكمات البينات هُنّ أمّ الكتاب فتهتدوا إلى صراط ٍمستقيم، وذلك لأنكم إذا اتبعتم المُتشابه فإنكم سوف تجدون ظاهره مخالفاً لآيات الكتاب المحكمات ثمّ تزيغوا عن الحقّ فيضلكم المُتشابه ضلالا بعيداً. وقال الله تعالى:

{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيات محْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ متشابهات فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كلّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ} 

صدق الله العظيم [آل عمران:7]

ويا أيّها الصافي، إني الإمام المهديّ بعهد الله وفيّ لا أشرك به شيئاً، و لكنني كُنت كثيرَ الخطايا والذنوب فأنبت إلى ربّي فوجدت ربّي غفوراً رحيماً، فاجتباني وهداني وعلمني البيان للقرآن محكمه ومُتشابهه، ألا والله الذي لا إله غيره لو اجتمع الأولون والآخرون الأحياء منهم والأموات أجمعين ليحاجوا الإمام المهديّ بالقرآن العظيم لجعلني الله المُهيمن عليهم جميعاً بسلطان العلم ولكن أكثر النّاس لا يعلمون، فهل أنتم مهتدون؟

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين
أخو الشيعة وأهل السنة والجماعة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
....................................




النبيّ الأميّ ..


ويا أخي الضارب، إنك تحاجني بالأخطاء اللغوية وذلك من معجزات التّصديق! وأضرب لك على ذلك مثلاً في محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. في قول الله تعالى:

{وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَرْتَابَ الْمبطلونَ}

صدق الله العظيم [العنكبوت:48]

فأصبحت الأميّة برهان للنبيّ الأميّ لدى علماء اليهود فعرفوا أنه رسولٌ من ربّ العالمين.
إذاً كيف يأتي بهذا القرآن العظيم الذي يُعلمهم بحقائق ما في التّوراة والإنجيل ويبيّن لهم الحقّ فيما كانوا فيه يختلفون برغم أنه أميّ لا يقرأ قبله من كتاب، لا كتاب التّوراة ولا الإنجيل ومن ثمّ يبيّن لهم في كثير ما كانوا فيه يختلفون؟
فتبين لهم أنه حقاً تلقى القرآن من لدن حكيم عليم فعرفوا أن محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - هو حقاً رسول من ربّ العالمين كما يعرفون أبناءهم، ثمّ أنكر المبطلون منهم فأنكروا الحقّ من بعد ما تبيّن لهم أنه الحقّ من ربّهم فأعرضوا عن الحقّ كفاراً حسداً من عند أنفسهم. ولذلك قال: 
{إِذاً لاَرْتَابَ الْمبطلونَ}. وذلك لأنهم يشكون أن محمداً رسول الله هو الحقّ من ربّهم لأنه أُمِّيٌّ لم يقرأ في التّوراة ولا الإنجيل فكيف يستطيع أن يأتي بهذا القرآن الذي يصُدِّقُ ما بين أيديهم من التّوراة والإنجيل ويبيّن لهم في كثير ما كانوا فيه يختلفون، ولأنه أميٌّ علموا أنه لا ينبغي لأميٍّ أن يأتي بهذا القرآن العظيم، وعلموا أن القرآن تلقّاه حقاً من لدُن حكيمٍ عليمٍ في أوَّل الدّعوة المحمديّة؛ بل كان يقينهم بأنه رسولٌ من ربّ العالمين أشدَّ من يقين محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بادئ الأمر. وقال الله تعالى:
{فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَ‌ءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الحقّ مِن ربّك فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِ‌ينَ ﴿٩٤﴾}

صدق الله العظيم [يونس]

وكذالك المهديّ المنتظَر الذي يوحي له الله بالبيان الحقّ من القرآن فيأتي بسلطان البيان من نفس القرآن فيُلجم علماء الأمَّة بالحقّ مع أن جميع علماء المسلمين لا يخطئون في الإملاء والنحو والتجويد والغنة والقلقة، إذاً فكيف استطاع ناصر محمد اليماني أن يأتي بالبيان الحقّ للقرآن فيُلجم جميع من حاوره من القرآن من علماء الأمة؟ فلا يحاوره أحد من علماء الأمَّة إلا غلبه ناصر محمد اليماني بالبيان الحقّ للقرآن مع أن جميع علماء الأمَّة أعلم من ناصر محمد اليماني بالنحو والإملاء والتجويد والغنة والقلقلة ثمّ يغلبهم ناصر محمد اليماني بالبيان الحقّ للقرآن من نفس القرآن! فكيف استطاع ناصر محمد اليماني أن يعلم البيان الحقّ للقرآن؟ ومن ثمّ تعلمون بأن ناصر محمد اليماني حقاً تلقى البيان الحقّ للقرآن بوحي التّفهيم من ربّ العالمين فأصبح جهلي في النحو والإملاء هو معجزة للتصديق وحُجةٌ لي وليست عليَّ أيّها الضارب المُحترم .
..................................


تنزيل القرآن من الرحمن على قلب محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فمُعَلِمُه جبريل القوي الأمين..


بسم الله الرحمن الرحيم..
والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، ولا أفرق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين، ثم أمّا بعد..

إلى محب المهديّ الباحث عن الحقيقة وإلى جميع المسلمين، هل تعلمون بأن الله وعدكم بالبيان الحقّ للقرآن ونزل القرآن على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقال الله تعالى:
{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}
صدق الله العظيم [القيامة:18]

والقارئ هو جبريل عليه الصلاة والسلام إلى محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقال الله تعالى:

{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾ ذُو مرّة فَاسْتَوَىٰ ﴿٦﴾ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ ﴿٧﴾ ثمّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ﴿٨﴾ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿٩﴾ فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ﴿١٠﴾}

صدق الله العظيم [النجم]

ومعنى قوله 
{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ} أي وما يتكلم إلا بما كلمه به معلمه جبريل عليه الصلاة والسلام لذلك قال: {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾}، وشديد القوى هو جبريل وهو من أعظم الملائكة في الحجم وبسطةً في العلم، وذلك لأن الملائكة ليسوا بسواء في الأحجام، وذلك لأنهم ليسوا بالتناسل فيأتي الابن مثل أباه؛ بل يخلقهم الله بكن فيكون كيف يشاء. وقال الله تعالى:{جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رسلا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُ‌بَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ}
صدق الله العظيم [فاطر]

وإن جبريل عليه الصلاة والسلام من الملائكة العظام في الخليقة حتى إذا تنزل إلى محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يستوي بإذن الله إلى بشرٍ كما استوى حين ابتعثه الله إلى مريم ليُبشرها بأنها سوف تلد غلاماً بكن فيكون فصدقت بكلمات ربّها وكذلك تمثل لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بشراً سوياً، ثمّ دنا من محمدٍ رسول الله - صلى عليه وآله وسلّم - فكان قاب قوسين وهي المسافة لحبل القوس الرابط بين القوسين المُتقابلين والمُنحنيين وذلك لأنه يشدُّ محمداً رسول الله إليه أثناء الوحي بادئ الرأي، ولكن المسافة غير ثابتةٍ بينهما أثناء الوحي كما يبدو لي في القرآن العظيم في دقة الخطاب. لذلك قال الله تعالى: 
{فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ} وليس ذلك قول بالظنّ منه تعالى بقوله {أَوْ أَدْنَىٰ}؛ بل من دقة القول الصدق منه تعالى يقول بأن المسافة لم تكن ثابتة وذلك لأن جبريل كان يشده إليه ثمّ يلين له وذلك لكي يركز محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لما سوف يقوله له المرسل إليه ويعلم عظمة الأمر وأنه القول الفصل وما هو بالهزل من ربّ العالمين. لذلك قال تعالى: {فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ} أي أوحى الله سبحانه إلى محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ما أوحاه جبريل إلى محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولكن محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - رأى جبريل نزلة أخرى ولكن على هيئته ملك عظيم وذلك عند سدرة المُنتهى ليلة الإسراء والمعراج ورأى في تلك الليلة من آيات ربّه الكبرى.

إذاً المُعلم شديد القوى هو جبريل عليه الصلاة والسلام، الذي كان يُعلّم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - القرآن، ولكن المهديّ المنتظَر يُعلمه البيان الله الذي خلقه مباشرةً بوحيّ التّفهيم. لذلك قال الله تعالى:
{فَإِذَا قَرَ‌أْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْ‌آنَهُ ﴿١٨﴾ ثمّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴿١٩﴾}
صدق الله العظيم [القيامة]

فأمّا القرآن فعلمه الله لجبريل ليُعلمه لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأما البيان فكان الله هو المُعلم به مباشرةً إلى المهديّ المنتظَر وذلك هو التأويل الحقّ لقوله تعالى
 {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}. وقال الله تعالى:{الرَّ‌حْمَـٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾} 
صدق الله العظيم [الرحمن]

والرحمن علم القرآن لجبريل ليُعلمه لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وذلك هو التأويل لقوله:
{الرَّ‌حْمَـٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾}.

وأما المهديّ المنتظَر صاحب علم الكتاب فهو الإنسان الذي علمهُ الله البيان الشامل للقرآن وأن الشمس والقمر بحسبان، فقد علمناكم بالسنة الشمسيّة في ذات الشمس وكذلك السنة القمرية لذات القمر وفصلنا ذلك من القرآن تفصيلاً.

ومعنى قوله 
{خَلَقَ الْإِنسَانَ} فذلك هو المهديّ المنتظَر حتى إذا جاء العمر المناسب له علمه البيان الحقّ للقرآن ولم يخبئه في سرداب سامراء ثمّ أخرجه وعلمه.

وربما يقول الجاهلون إنه يقصد بقوله 
{خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾} أي آدم عليه السلام، ونسي قوله تعالى:{يَا أيّها الْإِنسَانُ مَا غَرَّ‌كَ بِرَ‌بِّكَ الْكَرِ‌يمِ ﴿٦﴾ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴿٧﴾ فِي أَيِّ صُورَ‌ةٍ مَّا شَاءَ رَ‌كَّبَكَ ﴿٨﴾} 

[الإنفطار]


ومن ثمّ نقول له إن الإنسان الذي خلقه الله وعلمه البيان لم يكن قبل نزول القرآن بل بعد تنزيل القرآن والقرآن لم يتنزل على آدم بل على محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ويخصه قوله تعالى
{الرَّ‌حْمَـٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾} أي علمه لجبريل ليُعلمه لمحمدٍ رسول الله عليهما الصلاة والسلام.
ثم من بعد ذلك وفي الوقت المناسب خلق الإنسان الذي يُعلمه الله البيان الحقّ للقرآن وذلك هو المقصود في قوله تعالى 
{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} صدق الله العظيم.

وذلك بعد أن يحيطكم الله ما شاء من علمه لترون آيات ربّكم على الواقع الحقيقي تصديقاً لقوله تعالى: 
{وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿١٠٥﴾}
صدق الله العظيم [الأنعام]
...................................





حجم سدرة المنتهى حجاب الربّ هي أكبر من جنّة المأوى..


قال الله تعالى: 
{وَلَقَدْ رَ‌آهُ نَزْلَةً أُخْرَ‌ىٰ ﴿١٣﴾ عِندَ سِدْرَ‌ةِ الْمُنتَهَىٰ ﴿١٤﴾ عِندَهَا جنّة الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾}
صدق الله العظيم [النجم]

ونعلم ضخامة حجم السدرة من إشارة قول الله تعالى 
{عِندَهَا جنّة الْمَأْوَى} صدق الله العظيم، والسؤال الذي يطرح نفسه فكم حجم جنّة المأوى، وقال الله تعالى:{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن ربّكم وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأرض أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}
صدق الله العظيم [الحديد:21]

إذاً كيف تكون الجنّة عند الشجرة مالم تكن الشجرة هي أكبر من الجنّة التي عرضها كعرض السماوات والأرض؟ ومن ثمّ تصور حجم الثمانية الملائكة الذين يحملون هذه الشجرة الكبرى فهي أكبر ما خلق الله في الكتاب! فهل تذكر حديث محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن حجم جبريل يوم رآه بالأفق المبين، وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:

[ رأيت جبريل عليه السلام في صورته التي خلق لها له ستمائة جناح قد سد الأفق]

صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وكذلك تمَّ الإذن لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يحدثكم عن حجم ملك واحد فقط من حملة العرش الثمانية لأن السبعة الباقين بنفس وذات الحجم سوياً، ولذلك قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:

[أذن لي أن أحدث عن ملك من الملائكة ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة] 

صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم

فانظر قدر المسافة ما بين فقط شحمة أُذنه إلى كتفه 
[مسيرة سبعمائة سنة] !! إذاً كم المسافة من أعلى رأسه إلى أسفل قدميه؟ وقال الله تعالى:{إِذْ يَغْشَى السِّدْرَ‌ةَ مَا يَغْشَىٰ ﴿١٦﴾ مَا زَاغَ الْبَصَرُ‌ وَمَا طَغَىٰ ﴿١٧﴾ لَقَدْ رَ‌أَىٰ مِنْ آيات ربّه الْكُبْرَ‌ىٰ ﴿١٨﴾}
صدق الله العظيم [النجم]

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
..............................


دعوته - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الى كسرى عظيم فارس..


وأما حُسين باراك أوباما فربما أنه خير منك وعسى أن يهتدي إلى الحقّ إذا شاء الله، وأما بالنسبة لحجتك علينا لمَ نقول له فخامة الرئيس باراك أوباما؟ فأردّ عليك برسالة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال عليه الصلاة والسلام:
[ من محمدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى كِسْرَى عَظِيمِ فَارِسَ ]

فلم يحقره محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وقال له : 
[عَظِيمِ فَارِسَ] تنفيذاً لأمر ربّه في محكم كتابه:{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ ربّك بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}
صدق الله العظيم [النحل:125]
...........................


أهل الطائف يؤذون محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، والرسول لايريد غير رضوان الله..


وأفتيك بالحقّ إن عبادة الله هو أن تتبع رضوانه وتقلع عمّا يسخطه، فانظر إلى أمر الله لنبيّه موسى عليه الصلاة والسلام وقال الله تعالى:
{إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي}
صدق الله العظيم [طه:14]

ثم انظر إلى هدف عبادة موسى في نفس ربّه. وقال الله تعالى:

{وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا موسَىٰ ﴿٨٣﴾ قَالَ هم أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِ‌ي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ ربّ لِتَرْ‌ضَىٰ ﴿٨٤﴾}

صدق الله العظيم [طه]

وقال الله تعالى: 
{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مؤْمِنِينَ}
صدق الله العظيم [التوبة:62]

وذلك لأن رضوان محمد رسول الله متعلق برضوان ربّه لأنه يدعو إلى رضوان الله، ولذلك لم يقل والله ورسوله أحقّ أن يرضوهما بل قال يرضوه. وقال الله تعالى: 
{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم، وذلك لأن هدف محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - هو رضوان ربّه، فانظر لدعاء رسول الله يوم رجمه بالحجارة الصبيان بالطائف، وقال عليه الصلاة والسلام:[اللهم إنى أشكو إليك ضعف قوتي و قلة حيلتي وهواني على النّاس أنت ربّ المستضعفين وأنت ربى إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟! إن لم يكن بك على غضب فلا أبالي أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات و صلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك] 
صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم

وناجى ربّه وقال:
 [إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي] وذلك لأن هدفه رضوان ربّه عليه ولذلك ناجى ربّه وقال: [أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى]، فانظر لهدف محمد رسول الله من عبادته لربه وقال: [لك العتبى حتى ترضى]، إذاً محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يدعو النّاس إلى اتباع رضوان الله وقال الله تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
صدق الله الغظيم [آل عمران:31]

حتى إذا اتبعوا محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فبايعوه على نصرة الله تحقق الهدف. وقال الله تعالى:
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السّكينة عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} 
صدق الله العظيم [الفتح:18]
...........................


فاصبر لحكم ربّك ولا تكن كصاحب الحوت..


وأما التفضيل فقد قبلنا بيعتك محاولة لتثبيتك على أن يكون المهديّ المنتظَر في عقيدتك أدنى درجة من نبيّ الله يونس وذلك لأن أرفع درجة في الأنبياء هو محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وأدنى درجة في الأنبياء هو الذي نهى الله محمد عبده ورسوله أن يكون مثله وقال الله تعالى: 
{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ ربّك وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} 
صدق الله العظيم [القلم:48]
...............................





التثبيت برحلة الإسراء والمعراج...


فمر على النار وشاهدها وشاهد من فيها ليلة الإسراء وكذلك شاهد جنة ربه عند سدرة المُنتهى، وهُناك شاهد جبريل نزلة أخرى بصورته الملائكية كما خلقه ربه لأنه دائماً يشاهده بصورة إنسان، بشراً سوياً، إلا ليلة وصلا إلى سدرة المُنتهى تحول بقدرة ربه إلى صورته الملائكية فشاهد محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الملك جبريل مخلوق عظيم ثم خرّ جبريل ساجداً لربه الله رب العالمين، فكان مُحمد رسول الله ينظر إلى حجاب ربه العظيم فإذا هو يرى نور وجه ربه يشرق مُخترقاً الحجاب فإذا ربه يُرحب به من وراء الحجاب فكلمه تكليماً ولم يشاهد ذاته سُبحانه وتعالى علواً كبيراً.

ألا والله لو تقدروا ربكم حق قدره فتكفرون برؤية الله جهرة لما استطاع المسيح الكذاب أن يفتنكم شيئاً لأنه سوف يكلمكم مواجهة وأنتم ترونه أفلا تتقون؟ ألم يضرب الله لكم على ذلك مثلاً لعلكم تعقلون أنه لا يتحمل رؤية الله أي شيء مهما كان عظيماً فليس أعظم من ذات ربه ولذلك لن يتحمل رؤيته أي شيء من خلقه جميعاً إلا شيء مثله، وليس كمثله شيء من خلقه جميعاً ولذلك قال الله تعالى لنبيه موسى عليه الصلاة والسلام:
{وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143]
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ




ومن ثم نأتي إلى خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن وجده الله ضالاً باحثاً عن الحق لا يعلم أيهم على الحق فيتبعه هل قومه أم النصارى أم اليهود وكان يعتزل الناس في الغار يتفكر ويريد من الله أن يهديه إلى الحق ولم يكن على ضلال لأنه لم يعبد الأصنام ولم يعتنق النصرانية ولا اليهودية ولكنه كان ضالاً عن الطريق الحق وهو لا يريد غير الحق ثم هداه الله إلى الحق تصديقاً لقول الله تعالى {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} [الضحى:7].

واصطفاه الله وهداه إلى الحق وأوحى إليه بالحق عن طريق جبريل عليه الصلاة والسلام، وابتعثه الله إلى الناس رسولاً وكان يدعوهم إلى الحق ولكنه كان يعتقد أنه لا يمكن أن يشك في الحق بعد إذ هداه الله إليه وأراد الله أن يُعلمه درساً في العقيده في علم الهُدى.
وقال له قومه إنما اعتراك أحد آلهتنا بسوء بمس شيطان وهو الذي يوحي إليك ذلك فشك محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الذي يُكلمه لعله يكون من الشياطين ولم يبدي ذلك الشك لأحد وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب وذلك لأن قومه قالوا له إن الذي يُكلمك إنه شيطان وليس ملك بسبب إعراضه عن آلهتهم ولذلك رد الله عليهم مع التحذير لنبيه بقوله تعالى:
{وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴿٢١٠﴾ وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿٢١١﴾ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ﴿٢١٢﴾ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ‌ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴿٢١٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء]

ولكن محمد رسول الله أصبح مثله كمثل إبراهيم يريد أن يطمئن قلبه وقال تعالى:
{فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} صدق الله العظيم [يونس:94]

ولكن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يسأل الذين أوتوا الكتاب بل أناب إلى الله ويريد أن يعلم علم اليقين أنه على الحق المُبين ومن ثم أرسل الله له جبريل عليه الصلاة والسلام بدعوة له من ربه ليريه بعين اليقين النار ومن فيها من الذين كذبوا بالحق من ربهم من الأمم الأولى ويريه الجنة ومن فيها من المُتقين وأراه الله من آياته الكُبرى ليطمئن قلبه أنه على الحق المبين وقال الله تعالى:
{لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} صدق الله العظيم [النجم:18]

إذاً حكم الله آياته لنبيه وأراه من آيات ربه الكُبرى ليلة الإسراء والمعراج إلى سدرة المُنتهى فطهر الله قلبه من الشك تطهيراً وذلك هو البيان الحق لقول الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الحج:52]
....................................



الإسراء والمعراج وفرض الصلاة...


وإليكم الجواب على السؤال الأول وأهم الأسئلة أجمعين حول مواقيت الصلوات الخمس عمود الدين عليك أن تعلم أيها السائل بأن أمر الصلاة تلقاه محمد رسول الله مُباشرة بالتكليم من وراء الحجاب ليلة الإسراء إلى المسجد الأقصى والمعراج إلى سدرة المُنتهى ليريه الله من آياته الكُبرى بعين اليقين بالعلم لا بالحُلم وكذلك مر بأصحاب النار الذين يدخلونها بغير حساب قبل يوم الحساب من شياطين الجن والإنس وكذلك الذين تأخذهم العزة بالإثم بعد ما استيقنت الحقَ أنفسُهم فأعرضوا عنه وهم يعلمون أنه الحق من ربهم أولئك يدخلون النار بغير حساب قبل يوم الحساب ويوم الحساب يُدخلون أشد العذاب.

وقد مر مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأصحاب النار في طريقه ليلة الإسراء بجسده وروحه فشاهد أصحاب النار بعين اليقين علماً وليس حُلماً بل أسري به بقدرة الله الواحد القهار تصديقاً لقول الله تعالى في كتابه القُرآن العظيم:
{وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ} [المؤمنون:95]

وكان ذلك برغم المسافة العُظمى بين الثرى وسدرة المُنتهى والتي جعلها الله مُنتهى المعراج للمخلوق وما بعدها الخالق وتلك الشجرة المُباركة لا شرقية ولا غربية نظراً لأنها تحيط بعرش الملكوت كُله شرقاً وغرباً.
ولو كانت شرقية لعلمنا أنها صغيرة الحجم نظراً لتواجدها في مكان بناحية الشرق ولو كانت غربية لرأينا الأمر كذلك. وبرغم جهة المشارق وجهة المغارب فلو كانت صغيرة لكانت إما شرقية وإما غربية ولكنا وجدناها في القُرآن بأنها ليست شرقية وليست غربية.
ومن ثم بحثنا عن هذه الشجرة المُباركة وعن سرها وموقعها فوجدناها هي العرش الأعظم والمُحيط بالسماوات والأرض بل وتحيط بالجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض.
وقد يود سائل أن يقول إذا كانت الجنة عرضها السماوات والأرض فكم الطول؟
ومن ثم نقول ليس للكرة طول بل عرض والكون كرة وتحيط به أربعة عشر كرة وهُن السماوات السبع، والجنة التي عرضها السماوات والأرض، وكُل سماء أوسع حجماً من التي قبلها بمعنى أن السماء الدُنيا هي أصغر السماوات السبع.
وهي الطبق الأول، فتأتي من بعدها طبق السماء الثانية وهي الدور الثاني فتكون أكبر حجماً من الأولى، وكُل بناء سماء يحيط بالرقم الأدنى منه إلى أكبر السماوات وهي الرقم سبعة أوسعهن حجماً.
وتحيط السماء السابعة بالسماوات الست جميعاً وهي أوسعهن حجماً وذلك معنى قوله تعالى:{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} صدق الله العظيم [الذاريات:47]

بمعنى أن كُل سماء تحيط بالأدنى منها فالسماء الأولى تحيط بها السماء الثانية لأنها أوسع منها حجماً، وكلما ارتفعت في السماوات تجد بناءهن أوسع فأوسع إلى السماء السابعة.

ومن ثم يأتي من بعد ذلك كُرة الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض، الأرض الأم مركز الإنفجار الكوني، ومن ثم يأتي من بعد ذلك الشجرة المُباركة والتي تحيط بما خلق الله أجمعين ومنتهى ما خلقه الله ومنتهى حدود الملكوت الشامل فتحيط بما قد خلق وهي تُحيط بالخلائق وأعلى منها الخالق يغشى السدرة ما يغشى من نور وجهه تعالى.

بل هي علم كبير يُعرف بها موقع الجنة التي هي أقرب شيء إليها، وبما أنا نعلم بأن الجنة عرضها كعرض السماوات والأرض ولكنا نجد بأن سدرة المُنتهى أعظمُ حجماً من الجنة التي تُحيط بالسماوات والأرض.
وقد وصف الله لكم حجمها في القُرآن العظيم لمن يتدبر ويتفكر وقال الله تعالى:
{عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [النجم]

فإن سألني أحدكم عن بيت فلان فقلت لهُ الجبل الفلاني عند بيت فلان الذي تسأل عنه، لقاطعني قائل كيف تجعل الجبل وهو الأكبر علامة للبيت وهو الأصغر بل قُل بيت فلان عند الجبل الفلاني فأقول له صدقت وصدق الله العظيم وقال: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾} وذلك لأن السدرة أكبر حجماً من الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض أم تظنونها شجرة صغيرة فكيف تكون الجنة عندها وأنتم تعلمون بأن الجنة عرضها السماوات والأرض أفلا تتفكرون؟

بل هي من آيات ربه الكُبرى التي رآها محمد رسول الله في مُنتهى موقع المعراج فتلقى الكلمات من ربه من ورائها. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ} صدق الله العظيم [الشورى:51]

وهل تظنون الله كلم موسى تكليماً في البقعة المُباركة جهرة؟ بل من الشجرة المباركة وقربه الله نجياً وموسى عليه الصلاة والسلام في الأرض. وقال الله تعالى:
{فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَ‌كَةِ مِنَ الشَّجَرَ‌ةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّـهُ رَ‌بُّ الْعَالَمِينَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [القصص]

ولربما يستغل الضالون هذه الآية فيؤولونها بالباطل، فأما قوله تعالى في شطر الآية الأول فيتكلم عن موقع موسى بأن موقعه في البقعة المُباركة من شاطئ الوادي الأيمن.
وأما موقع الصوت فهو من الشجرة. لذلك قال الله تعالى بأنه كلم موسى من الشجرة وقال سبحانه:
{فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَ‌كَةِ مِنَ الشَّجَرَ‌ةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّـهُ رَ‌بُّ الْعَالَمِينَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [القصص]

وأما النار فالحكمة منها إحضار موسى إلى البقعة المُباركة وهي في الحقيقة نور وليست نار، وإنما حسب ظن موسى بأنها نار ولكنهُ حين جاءها فلم يجدها ناراً بل نورٌ آتي من سدرة المُنتهى ولكنه لم يرى موسى بأن هذا الضوء آتٍ من السماء بل كان يراه جاثماً على الأرض فأدهش ذلك موسى عليه الصلاة والسلام، ومن ثم وضع رجله على ذلك الضوء الجاثم على الأرض فلم يشعر له بحرارة مُستغربا من هذا الضوء الجاثم على الأرض فإذا بالصوت يُرحب به من الشجرة سدرة المُنتهى:
{نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} صدق الله العظيم [النمل:8]

فأما الذي بورك فهو موسى بعد دخوله دائرة النور الذي ظنها ناراً، ومن ثم رأى بأن النور في الحقيقة مُنبعث من السماء فرفع رأسه ناظراً لنور ربه المُنبعث من سدرة المُنتهى ومن ثم عرف الله لموسى بأن هذا النور مُنبعث من نور وجهه سُبحانه لذلك قال الله تعالى: {يَا مُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا اللَّـهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٩﴾} [النمل] وذلك لأن الله نور السماوات والأرض ومن لم يجعل الله لهُ نور فما لهُ من نور.

ولا يزال لدينا الكثير من البُرهان لتأويل الحق لهذه الآية والذي يريد أن يستغلها المسيح الدجال فترون ناراً سحرية لا أساس لها من الصحة ثم ترون إنساناً في وسطها فيكلمكم وخسئ عدو الله، ولأنه يقول بأنه أنزل هذا القُرآن سوف يعمُد إلى هذه الآية وقد روج لها أولياؤه تأويلاً بالباطل للتمهيد له ولكنا نعلم بأن الله لس كمثله شيء فلا يشبه الإنسان وليس كمثله شيء من خلقه في السماوات ولا في الأرض وهيهات هيهات لما يمكرون وليس الله هو النور بل النور ينبعث من وجهه تعالى علواً كبيراً وقال سُبحانه وتعالى:
{اللَّـهُ نُورُ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ ۚ مَثَلُ نُورِ‌هِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّ‌يٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَ‌ةٍ مُّبَارَ‌كَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْ‌قِيَّةٍ وَلَا غَرْ‌بِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ‌ ۚ نُّورٌ‌ عَلَىٰ نُورٍ‌ ۗ يَهْدِي اللَّـهُ لِنُورِ‌هِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِ‌بُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [النور]

فلا تفكروا في ذاته فكيف تتفكروا في شيىء ليس كمثله شيىء؟ وتعرفوا على عظمة الله من خلال آياته بين أيديكم ومن فوقكم ومن تحتكم ، وتفكروا في خلق السماوات والأرض ومن ثم لا تجدون في أنفسكم إلا التعظيم للخالق العظيم وأعينكم تسيل من الدمع مما عرفتم من عظمة الحق سُبحانه، ومن ثم تقولون ربنا ما خلقت هذا باطلاً سُبحانك فقنا عذاب ..

وأجبرني على بيان ذلك بُرهان حقيقة المعراج لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الثرى إلى سدرة المنتهى بالجسد والروح لكي يرى من آيات ربه الكُبرى بعين اليقين ثم يتلقى الوحي مُباشرة من رب العالمين في فرض الصلوات الخمس التي جعلهن الله الصلة بين العبد والمعبود من أقامهن أقام الدين ومن هدمهن هدم الدين فانظروا لجواب أهل النار على المؤمنين السائلين عن سبب دخولهم النار:
{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ‌ ﴿٤٢﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [المدثر]

وقد يقول أحد المُسلمين من الذين لا يُصلون إنما تخص هذه الآية الكفار ومن ثم نقول لهُ إذا لم تُصلي فأنت منهم والعهد الذي بيننا وبينهم ترك الصلاة. فإذا لم يسجد جبينك لربك فأنت مُتكبر بغير الحق عصيت أمر ربك وأطعت أمر الشيطان في عدم السجود لله رب العالمين يوم يُدعون وأولياءهم إلى السجود فلا يستطيعون وقد كانوا يدعون لسجود لله في الدنيا وهم سالمون.

وأما مواقيت الصلوات الخمس فقد جاء ذلك في القُرآن العظيم بأن ثلاث من الصلوات الخمس جعل الله ميقاتهن في زُلفة من الليل في أوله وآخره، ومعنى الزُلفة أي ميقات قريب من أول النهار وآخره.
وأما اثنتين فجعلهن الله في النهار فيكونا في طَرفي نهار العشي، ونهار العشي من الظُهر وينتهي بغروب الشمس. وقال الله تعالى :
{إِذْ عُرِ‌ضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿٣١﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ‌ عَن ذِكْرِ‌ رَ‌بِّي حَتَّىٰ تَوَارَ‌تْ بِالْحِجَابِ ﴿٣٢﴾} [ص]

فمن خلال هذه الآية نفهم بأن نهار العشي طرفه الأول حين تكون الشمس بمنتصف السماء، وطرفه الآخرعند الغروب، فينتهي وقت صلاة العصر بتواري الشمس وراء الحجاب، فيدخل ميقات صلاة المغرب، فيستمر إلى غسق الليل، فيدخل ميقات صلاة العشاء. وقال الله تعالى:
{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَ‌فَيِ النَّهَارِ‌ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ} [هود:114]

فأما طُرفي النهار فهو يتكلم عن نهار العشي، وطرفيه هم الظهر في طرف نهار العشي الأول، فيكون عند وقت صلاة الظُهر، والطرف الآخر في وقت صلاة العصر إلى الغروب وتواري الشمس بالحجاب .

وأما زُلفاً من الليل، فقد بينا بأن الزُلفة أي الوقت القريب من النهار سواء في قطع من أول الليل وهو وقت صلاة المغرب والعشاء، أو قطعاً من آخر الليل وهو وقت صلاة الفجر، ويمتد ميقاتها إلى لحظة طلوع الشمس .

ولربما يود إبن عُمر أو غيره أن يقول مهلاً إنما يقصد طرفي النهار أي الفجر والمغرب فكيف تجعل طرف النهار وسطه؟
ومن ثم نقول له .. إعلم بأن النهار يتكون من نهار الغدو، وهو من طلوع الشمس إلى المُنتصف والانكسار، فيدخل نهار العشي، وأطراف نهار الغدو والعشي تحتويهما بالضبط صلاة الظهر. وقال الله تعالى:
{فَاصْبِرْ‌ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَ‌بِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُ‌وبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَ‌افَ النَّهَارِ‌ لَعَلَّكَ تَرْ‌ضَىٰ ﴿١٣٠﴾} صدق الله العظيم [طه]

فأما قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَ‌بِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة الفجر وينتهي ميقاتها بطلوع الشمس، وميقاتها من الدلوك إلى الشروق بطلوع الشمس. وأما قوله تعالى {وَقَبْلَ غُرُ‌وبِهَا}وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة العصر وينتهي ميقاتها بتواري الشمس وراء الحجاب ..
وأما قوله تعالى: {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ} وهو أوانه الأول ويبتدأ من الشفق بعد الغروب إلى الغسق، وذلك ميقات صلاة المغرب والعشاء، وهُن قريبات من بعض فصلاة المغرب منذ أن تتوارى الشمس في الحجاب إلى إقبال الغسق، فيدخل ميقات صلاة العشاء، وذلك هو آناء الليل، ويقصد أوانه الأول من الشفق إلى الغسق.
وأما قوله تعالى: {وَأَطْرَ‌افَ النَّهَارِ‌} وهو مُلتقى أطراف نهار الغدو ونهار العشي ومجمعهما في ميقات صلاة الظهر.
ولا أظن أحداً الآن سوف يقاطعني ليقول بل معنى قوله وأطراف النهار أي طرفه من الفجر وطرفه الآخر هو العصر. فنقول ولكنك كررت صلوات وأضعت أُخر فتدبر الآية جيداً تجد بأنه ذكر ميقات صلاة الفجر وكذلك ميقات صلاة العصر فكيف تظن قوله {وَأَطْرَ‌افَ النَّهَارِ‌} بأنه يقصد صلاة الفجر والعصر وهو قد ذكرهم بقوله تعالى {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَ‌بِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُ‌وبِهَا}؟
إذاً ليس لك إلا أن توقن بأنه حق ميقات صلاة الظهر تكون في مجمع أطراف النهار ومجمع أطراف نهار الغدوة ونهار الروحة يحتويهما وقت صلاة الظهر ..

ومن ثم نأتيكم بآية من القرآن العظيم تؤكد ماسلف ذكره بأن الصلوات خمس وليس ثلاث.. وقال الله تعالى:
{فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿١٧﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُ‌ونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الروم]

وإلى التأويل المُطابق بالحق مع الآيات التي ذكرناها من قبل {فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ} وإنما الحين هو الوقت المُحدد لتسبيح في الصلوات، لذلك يقول {حِينَ}.
وأما التسبيح المطلق فهو في النوافل والذكر وهي في أي وقت من الأوقات. كمثال قوله تعالى {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ‌ سَبْحًا طَوِيلًا ﴿٧﴾}. وأما إذا تم التحديد بقوله {حِينَ} فذلك تحديد الوقت وذلك الوقت قد أصبح معلوم للتسبيح لله في الفرض تصديقاً لقوله تعالى:{إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [النساء]

يكون وقت صلاة مفروضة بلا شك أو ريب نظراً لتحديد وقت التسبيح ويقصد بذلك التسبيح لله في صلاة مفروضة.
ألستم إذا ركعتم تُسبحون وتحمدون وإذا سجدتم تُسبحون وتحمدون؟ وقال الله تعالى:
{فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿١٧﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُ‌ونَ ﴿١٨﴾} [الروم]

وإلى التأويل {فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ} وذلك تحديد الوقت للتسبيح من الشفق بعد غروب الشمس إلى الغسق، وذلك هو حين تمسون وهو أول الليل، ويقصد بذلك وقت صلاة المغرب من الشفق بعد غروب الشمس إلى الغسق، وهو دخول ميقات صلاة العشاء فذلك هو المعنى لقوله حين تمسون وهو زلفاً من أول الليل وذلك الذكر والتسبيح في صلاة المغرب والعشاء.
وأما قوله تعالى {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} وذلك الوقت المعلوم لذكر والتسبيح في صلاة الفجر.
وأما قوله تعالى {وَعَشِيًّا} وذلك الوقت المعلوم لصلاة العصر، وجاء مُطابقاً لما سبق ذكره وبيانه وبرهانه في أول الخطاب هذا، بأن العشي هو العصر.
وأما قوله تعالى {وَحِينَ تُظْهِرُ‌ونَ} وذلك هو الوقت المعلوم لصلاة الظُهر.

ونأتي الآن لذكر الصلاة الوسطى ويقصد بأنها وسطى من ناحية وقتية ولا يقصد وسطى من ناحية عددية وقال الله تعالى:
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ ﴿٢٣٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة]

وهذا أمر إلهي بالحفاظ على الخمس صلوات وهن الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، ومن ثم كرر التنويه بالحفاظ على الصلاة الوسطى نظراً لميقاتها الصعب ومن ثم أمرنا أن نقوم فيها بدعاء القنوت لله ولا ندعو سواه ولا ندعو مع الله أحداً وكذلك هذه الصلاة مشهودة من قبل المعقبات والدوريات الملائكية وتلك هي صلاة الفجر.
وصلاة الفجر هي الصلاة الوسطى ودخول ميقاتها هو الوحيد المعلوم في القُرآن بمنتهى الدقة للجاهل والعالم .وذلك في قوله تعالى:
{وَكُلُوا وَاشْرَ‌بُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ‌} صدق الله العظيم [البقرة:187]

فميقاتها بالوسط بين الليل والنهار وتلك لحظة الإمساك والأذان للفجر والإمساك معاً ومن ثم يتموا الصيام إلى الليل، وهو ميقات صلاة المغرب.

ومن ثم يأتي ذكر الصلوات الخمس مع التنويه والتوضيح أيهم الصلاة الوسطى وذلك في قوله تعالى:
{أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} صدق الله العظيم [الإسراء:78]

وهذه الآية تحتوي على الصلوات الخمس مع تكرار التنويه للحفاظ على الصلاة الوسطى مع التوضيح أيهم من الصلوات وقال الله تعالى:
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ ﴿٢٣٨﴾} [البقرة] فقد بين لنا أيهم بإشارة دعاء القنوت فيها وتلك هي الصلاة الوسطى.
ومن ثم تأتي آية أخرى للتوضيح أكثر للصلاة الوسطى بعد أن ذكر الوقت الشامل للصلوات الخمس في قوله تعالى:
{أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} صدق الله العظيم [الإسراء:78]

فهذه الآية ذكرت جميع الصلوات الخمس بدءاً من دلوك الشمس بالأرض من ناحية المشرق، فتبين لنا الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر.
فهل كان ذلك إلا بسبب دلوك الشمس من المشرق؟ وذلك ميقات صلاة الفجر أول ما يقوم النائم المصلي لأدائها. فيستمر في أداء الصلوات الخمس من أولهن عند دلوك الشمس فيبين لنا دلوك الشمس ظهور الخيط الأبيض بالمشرق إلى غسق الليل وهي آخر الصلوات وتلك هي صلاة العشاء.
ومن ثم يأتي التنويه للقيام والحفاظ على الصلاة الوسطى وذلك قوله تعالى:
{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} صدق الله العظيم [الإسراء:78]

إذاً صلاة الفجر هي الصلاة الوسطى تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ﴿١﴾ وَالنَّهَارِ‌ إِذَا تَجَلَّىٰ ﴿٢﴾}[الليل] وذلك الليل يغشى النهار من جهة الفجر فيكور الليل على النهار من ميقات صلاة الفجر. يولج الليل في النهار يطلبه حثيثاً.
إذاً أقسم الله بوقت واحد وهو ميقات صلاة الفجر وكذلك قول الله تعالى {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿١٧﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [التكوير]

وكذلك أقسم بوقت صلاة الفجر فمعنى قوله عسعس أي أدبر وانجلى وتنفس الصُبح.
ولربما يريد أحدكم أن يُجادلني فيقول بل أقسم بوقتين وهما المغرب بقوله عسعس والفجر بقوله تنفس.
ومن ثم أرد عليه فأقول ولكني لا أفسر القرآن بالظن مثلك بل أقول إنهُ أقسم في هذه الآية بوقت واحد وهو وقت صلاة الفجر وتعال لأعلمك بالبرهان الأوضح لهذه الآية. وقال الله تعالى:
{وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ‌ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ‌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [المدثر]

فهل ترى البيان واضح وجلي بأنهُ وقت واحد وليس وقتين؟ والليل إذا أدبر أي ولى والصٌبح إذا أسفر أي ظهر. وجاء هذا القسم ليُبين قسم آخر وهو {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿١٧﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [التكوير]

وقد علمناكم بأن معنى عسعس أي أدبر، والصبح إذا تنفس أي ظهر، وتلك هي الصلاة الوسطى لو كُنتم تعلمون وهي صلاة الفجر ولكنكم حسبتموها من ناحية عددية بأنها العصر، والقرآن حسبها من ناحية وقتية بأنها الفجر، وذلك لأن ميقاته يكون في الخيط الأبيض والخيط الأبيض، هو خط وسط بين الليل والنهار، وذلك لأن ظهوره عند تنفس النهار وإدبار الليل، فهو في الوسط ، لذلك يسميه القُرآن الصلاة الوسطى.

ولو كنتم تخشون أن تقولوا على الله مالا تعلمون لرجعتم إلى القرآن ولن يترك الله لكم الحجة فسوف تجدون القرآن يوضحها لكم في موقع آخرفي نفس الموضوع فقد ذكر الصلاة الوسطى في آية مُبهمة فيها الصلاة الوسطى ولكنهُ جعل لها إشارة بأنها تلك الصلاة التي علمكم رسول الله أن تقنتوا فيها نظراً لأنها في أول النهار وقبل بدء النشور في الأعمال وأن عليكم أن تقوموا فيها لله قانتين بالدعاء بعد الركوع الأخير وقال الله تعالى:
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ ﴿٢٣٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة]

ومن ثم بينها الله لكم في آية أخرى وأنها التي يُجهر فيها بالقرآن وقال الله تعالى:
{أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} صدق الله العظيم [الإسراء:78]
فتلقيتم نفس الأمر في قوله تعالى {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ ﴿٢٣٨﴾}صدق الله العظيم [البقرة] .

بمعنى أن تحافظوا على الصلوات الخمس ثم نوه على الحفاظ على الصلاة الوسطى نظراً لأنها في ميقات صعب طرف السُبات الأخير عند بزوغ الفجر يؤذن المؤذن، وعندها تمسكون عن الطُعام وعن الشراب في شهر رمضان.
ولكن للأسف جعلوا الدلوك هو الاختفاء وكأن صلاة المغرب هي الأولى بل الدلوك هو اقتراب النهار ويتبين لك ظهوره بخيطه الأبيض إلى جانب الأرض من الشرق ..
فهل أنتم مؤمنون ومتبعون الهادي إلى الصراط________________المُستقيم؟

.....................................



ونأتي الآن لنفي عذاب القبر في حُفرة السوءة، فهلموا يامعشر علماء السنة أشد الناس عقيدة بأن العذاب من بعد الموت يكون في القبر وبهذه العقيدة أنكروا حقيقة الإسراء والمعراج وذلك لأن محمد رسول الله وجد الكفار المجرمين في نار جهنم يتعذبون جميعاً وليس أشتاتاً في قبورهم وكذلك جعلتم للكفار عليكم سلطان بهذه العقيدة التي ما أنزل الله بها من سلطان بأن العذاب من بعد الموت في القبر حُفرة السوءة فهلموا لننظر الفتوى الحق من القرآن العظيم.

الى الضارب وإلى جميع عُلماء المُسلمين ... (بسم الله الرحمن الرحيم)
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام علينا وعلى جميع المُسلمين التابعين للحق إلى يوم الدين ولا أفرق بين أحد من رسُل الله وأنا من المُسلمين، وبعد..

ويامعشر عُلماء المُسلمين إني أدعوكم إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله الحق حقيق لا أقول على الله بالبيان للقرآن غير الحق وأصدقُ بالحق وأكذب الباطل المُخالف للحق وأشهد لله شهادة الحق اليقين بأن عقيدتكم في عذاب القبر غير الحُكم في كتاب الله وتُخالف له عقيدتكم الموضوعة بمكر من الطاغوت وأوليائه وذلك حتى يصدوا عن الإيمان بالعذاب من بعد الموت.
ولكني المهدي المُنتظر الحق من ربكم أشهد بالعذاب لمن يشاء الله من الكفار من بعد الموت مُباشرة يُدخله الله نار جهنم وساءت مصيراً. ولكن بالروح فقط والروح من أمر ربي ولا تحيطون بها علماً .

وقد أخبركم مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه مر على أهل النار بطريق معراجه فشهدهم في النار يتعذبون في كوكب النار دون السماء وفوق الأرض.
ومن ثم واصل المعراج هو وأخيه جبريل عليهما الصلاة والسلام حتى وصلا سدرة المُنتهى للمعراج فوجد عندها جنة المأوى والسابقون فيها ..

إذاً يامعشر عُلماء الأمة لقد أصدق الله نبيه بالحق على أن يُرية النار التي وعد بها الكفار بعين اليقين وكذلك يُريه الجنة التي وعد بها الأبرار بعين اليقين من قبل مماته عليه الصلاة والسلام، وعده الله أن يُرية من آيات ربه الكُبرى، ومنها النار التي وعد بها الفجار، والجنة التي وعد بها الأبرار.

وأنا المهدي المُنتظر الحق من ربكم أشهد بأن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أُسري به بالروح والجسد من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم إلى سدرة المنتهى عندها جنة المأوى عند مليك مُقتدر ..
وذلك الحدث الجلل العظيم جاء تصديقاً لوعد الله لنبيه عليه الصلاة والسلام في قول الله تعالى:
{وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِ‌يَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُ‌ونَ ﴿٩٥﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون]

وتصديقاً لهذا الوعد أُسْريَ بمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم شاهد النار التي وعد بها الفجار فوجد فيها المجرمين يتعذبون ومن ثم واصل المعراج حتى شاهد الجنة التي وعد الله بها الأبرار فوجد من وجد فيها من المكرمين السابقين. وذلك تصديقاً لوعد الله في قوله تعالى:
{وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِ‌يَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُ‌ونَ ﴿٩٥﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون]
................................



وأنذر عشيرتك الأقـــــربين...


وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[يا فاطمة بنت محمد اعملي، فان محمداً لا يغني عنك من الله شيئاً.. يا عباس عم محمد.. اعمل.. فان محمداً لا يغني عنك من الله شيئاً..يا بني هاشم لا يأتي الناس يوم القيامة بأعمالهم، وتأتوني أنتم بأنسابكم وأحسابكم، فاعملوا فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً]

وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[يا فاطمة بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب يا بني عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئاً]

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئاً يا بني عبد المطلب لا أغني عنكم من الله شيئاً يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً يا فاطمة بنت رسول الله سليني بما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً]
صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فليس له من الأمر شيئاً تصديقاً لقول الله تعالى:
{لِيَقْطَعَ طَرَ‌فًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُوا خَائِبِينَ ﴿١٢٧﴾ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ‌ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١٢٨﴾ وَلِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْ‌ضِ ۚ يَغْفِرُ‌ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿١٢٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]

وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
................................



إنا أعطيناك الكوثر.. فاطمة الــــزهراء.


ويا أيها المُدكر السائل عن الكوثر فصدقوا الشيعة الاثني عشر في فتوى الكوثر، فإن الكوثر ليس بنهر ولا بحر في يوم الحشر.

وإليك بيان المهدي المنتظر بالبيان المُختصر لسورة الكوثر فقد ذم أحد شياطين البشر المُنافقون الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر وهم للحق كارهون وقال أن مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبتر الذُرية فلم يرزقه الله بولد ليحمل ذريته فرد الله على شياطين البشر بقول الله الواحدُ القهار:
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ‌ ﴿١﴾ فَصَلِّ لِرَ‌بِّكَ وَانْحَرْ‌ ﴿٢﴾ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ‌ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الكوثر]

فانظر لرد الله على عدوه وعدو محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} صدق الله العظيم

إذاً الكوثر هي حاملة ذرية الأئمة من آل البيت ولكن الشيعة الاثني عشر قد بالغوا فيها وفي ذُريتها بغير الحق، فتجدهم يدعون فاطمة الزهراء من دون الله ويحسبون أنهم مُهتدون إلا من رحم ربي.
وبرغم ان الحق معهم في هذه المسألة ولكنهم يردونها على عائشة ولكن أهل السنة والجماعة أقل شركاً منهم. وبرغم أن الإمام المهدي هو الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهر ولكن الشيعة الاثني عشر يريدون مهدياً منتظراً يأتي مُتبعاً لأهوائهم جميعاً فلا يقول أنهم على ضلال في شيء بل يريدونه أن يقول أن الحق هو معهم وأن على المهدي المنتظر الذي له ينتظرون أن يحفظهم ويمنعهم ويعلمُ ما تُخفيه صدورهم وكأنهُ رب العالمين يعلم السر وأخفى سُبحانه عم يشركون وتعالى علواً كبيراً.
................................



غار ثور والهجرة والـهروب بدين الله..


والسؤال الذي يطرح نفسه للمُتدبر هو لماذا لم يذكر الله أسماء الرسُل الثلاثة في القصة ومن هم القوم الذين أرسلهم الله إليهم فكفروا بهم فتوعدوهم إن لم ينتهوا عما يدعون إليه ويعيدون في ملتهم ليرجموهم ويمسوهم بعذاب عظيم:
{قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [يس]

وهؤلاء تلقوا تهديداً ووعيداً من قومهم وأرادوا أن يمكروا بهم مما أجبرهم أن يختفوا في غار كما اختفى فيه محمد رسول الله وصاحبه أبو بكر الصديق عليهم الصلاة والسلام في الغار يوم أراد الكُفار قتله أو تثبيطه عن دعوته.
وكذلك الرُسل الثلاثة حين قرر قومهم أن يرجموهم أو يعيدوهم في ملتهم، ومن ثم قرروا أن يختفوا في الكهف حتى ينظر الله في أمرهم وهم لا يعلمون ماذا حدث لقومهم من بعدهم.
بل نحن من سوف يخبرهم بالحق أنه آمن بهم رجل واحد فقط وكان يكتم إيمانه حتى إذا علم بمكر الكفار أن يرجموا رسل ربهم أو يعيدوهم في ملتهم وعلم باختفاء الرسل الثلاثة الفارين بدينهم ومن ثم استشاط غضباً من قومه وجاء إلى بين أيديهم فوعظهم وشهد بالحق بين أيديهم وقال:
{إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [يس]
.............................


المنافقون اتخذوا أّيمانهم جُنَّـــة..


ويامعشر عُلماء الأمة لقد أخبركم الله بأن هُناك طائفة من المُسلمين ظاهر الأمر من عُلماء اليهود من صحابة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ظاهر الأمر، وهم يبطنون المكر ضد الله ورسوله، اتخذوا أيمانهم جُنّة ليصدوا عن سبيل الله فيكونون من رواة الحديث، وأنزل الله سورة بإسمهم (المنافقون)وقال الله تعالى:
{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَ‌سُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَ‌سُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُ‌وا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴿٣﴾ وَإِذَا رَ‌أَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْ‌هُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّـهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم

ويامعشر عُلماء الأمة تدبروا قوله تعالى {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. ولسوف أبرهن لكم بأن تلك الطائفة قد افتروا بأحاديث غير التي يقولها محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقال الله تعالى:
{مَّن يُطِعِ الرَّ‌سُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْ‌سَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} 
صدق الله العظيم [النساء]

وإلى البيان الحق ...{مَّن يُطِعِ الرَّ‌سُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْ‌سَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} صدق الله العظيم

وذلك أمر من الله إلى المُسلمين أن يطيعوا محمداً رسول الله فيتبعون ما أمرهم به ويجتنبون مانهاهم عنه تصديقاً لقوله تعالى:
{وَمَا آتَاكُمُ الرَّ‌سُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} صدق الله العظيم [الحشر:7]

وأما البيان لقوله {وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْ‌سَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} وذلك الذين تولوا وكفروا بمحمد رسول الله فأنكروا أنه مرسل من الله وذلك كفار ظاهر الأمر وباطنه ..
وأما البيان لقوله تعالى {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ} وهم المُسلمون الذين قالوا نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمداً رسول الله فيحضرون مجلسه للاستماع إلى الأحاديث النبوية التي جاءت لتزيد القرآن توضيحاً وبياناً تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ‌ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} صدق الله العظيم [النحل:44]

وأما البيان الحق لقوله تعالى:
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم

وهذا القول موجه للمسلمين وليس للكافرين بل للمسلمين الذين يقولون طاعة، أي أنهم شهدوا لله بالوحدانية ولمحمد بالرسالة، لذلك يقولون طاعة، أي أنهم يريدون أن يطيعوا الله بإطاعة رسوله، ولكن طائفة من المسلمين وهم من علماء اليهود إذا خرجوا من مجلس الحديث بيتوا أحاديث عن رسول الله لم يقلها ليصدوا عن سبيل الله. وقال الله تعالى:{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ}.
وبرغم أن الله أخبر رسوله بمكرهم ولكن الله أمر رسوله أن يعرض عنهم فلا يطردهم وذلك ليتبين من الذين سوف يستمسكون بكتاب الله وسنة رسوله الحق من الذين يستمسكون بما خالف كتاب الله وسنة رسوله الحق من المسلمين.
لذلك لم يأمر الله رسوله بطردهم لذلك استمر مكرهم .. وقال الله تعالى{فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا}.
وماهي الحكمة من عدم طردهم؟ وسوف تجدون الحكمة في عدم طردهم لكي يتبين من الذين سوف يستمسكون بأم الكتاب.. آيات الله المحكمات في القرآن العظيم، ممن ينبذون أحكام الله وراء ظهورهم ويستمسكون بما خالف حكم الله المُحكم في القرآن العظيم. وذلك لأن الله سوف يُعلمكم بالقاعدة التي من خلالها تعلمون الحديث الحق من الحديث الباطل بأن ترجعوا إلى الذكر المحفوظ من التحريف فتتدبرون آياته المحكمات هل يخالف أحدهم هذا الحديث المروي في السنة الواردة؟ فإذا وجدتم بأن هذا الحديث اختلف مع أحد آيات أم الكتاب فهنا تعلمون علم اليقين بأن هذا الحديث من عند غير الله. وذلك لأن أحاديث السنة المحمدية الحق جميعها من عند الله كما القرآن من عند الله. وما ينطق بالأحاديث عليه الصلاة والسلام عن الهوى من ذات نفسه بل يُعلمه جبريل عليه الصلاة والسلام، ومنها مايكون بوحي التفهيم إلى القلب من رب العالمين ليُبين للناس مانزل إليهم.

وأنا المهدي المنتظر أفتي بالحق بأن السنة المحمدية الحق من عند الله كما القرآن من عند الله وذلك لأن السنة المُحمدية إنما جاءت بيان لأحكام في القرآن العظيم تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} ولكن لا ينبغي لمحمد رسول الله أن يحرك بلسانه البيان للقرآن من ذات نفسه قبل أن يؤتيه الله البيان. تصديقاً لقول الله تعالى:
{لَا تُحَرِّ‌كْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴿١٦﴾ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْ‌آنَهُ ﴿١٧﴾ فَإِذَا قَرَ‌أْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْ‌آنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة]

إذا أحاديث السنة إنما جاءت لتزيد القرآن بيانا وهي كذلك من عند الله ولكن قد علمكم الله بأنه ما جاء منها مخالفا لآياته المحكمات في القرآن العظيم فإن ذلك الحديث من عند غير الله. وتجدون ذلك في قول الله تعالى:
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء]
............................



الصدقات بين يدى نجوى رسول الله..


كمثال قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّ‌سُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [المجادلة:12]
وكان من أتى إلى رسول الله ليناجيه في أمر الدين فيقدم صدقة إلى بيت مال المُسمين وفي ذلك حكمة من الله للذين يضيعون وقت رسول الله بالهدرة الفاضية.
وكان محمد رسول الله من تأدبه أن لا يقاطع حديث المُتكلم حتى ينتهي من حديثه ولكن لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة ولكن أهل الدنيا والمنافقين سوف يصمتون فلا يتكلمون حتى لا يقدموا بين يدي نجواهم صدقة.
وأما أهل الآخرة فلا يزيدهم ذلك إلا إيماناً وتثبيتاً ولكنه يعز عليهم إذا لم يجدوا ما يقدموا فيصمتوا ولو تكلموا لقالوا خيراً.
ومن ثم جاء حكم آخر لهذه الآية مع بقاء حكمها السابق ومن شاء أخذ بالأول ومن شاء أخذ بالآخر، ونجد بأن الآية صار لها حكمان مع عدم التبديل لحكمها السابق بل حكم مثله وقال الله تعالى:
{أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ۚ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ ۚ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ‌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [المجادلة:13]

وهنا تلاحظون بأن الحكم الأول لم يتم تبديله بل جاء حكم مثله، ويجوز الأخذ بأحدهما، ولأحدهم أجر كبير وهو الأول، فإذا لم يفعلوا ما أمرهم الله به من تقديم الصدقة وتاب عليهم، إذا لم يفعلوه فلا نجد الحكم الأخير قد نفى الحكم الأول، بل أصبح للآية حكمان ويأخذ بأي منهم مع اختلاف الأجر للذين سوف يدفعون صدقة عند النجوى وذلك هو معنى قوله تعالى {أَوْ مِثْلِهَا} [البقرة:106] أي يجعل لها حكمان ولم يغير حكمها السابق وعجيب أمركم يا أهل اللغة فأنتم تعلمون بأن النسخ صورة شيء طبق شيء آخر وهذا ما أعلمه في اللغة العربية ولكنكم جعلتم النسخ هو التبديل ولكن التبديل واضح في القرآن ولم يقل أنه النسخ بل قال الله تعالى:
{وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ‌ ۚ بَلْ أَكْثَرُ‌هُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴿١٠١﴾} صدق الله العظيم [النحل]

وهنا التبديل لحكم الآية بحكم آخر مع بقاء حكمها السابق في الكتاب ولا يجوز الأخذ به على الإطلاق بل الأخذ بحكمها الجديد وذلك معنى قوله تعالى {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا}[البقرة:106].
وحكم التبديل دائم يأتي من أخف إلى أثقل في نظر المؤلفة قلوبهم، ولكن هذا الحكم خير للأمة من الحكم السابق، برغم أنه يأتي من أخف إلى أثقل ..

وأما الأحكام التي تأتي للإضافة للحكم السابق وليس للتبديل بل يصبح للآية حكمان، ويأخذ بأي منهما مع اختلافهما في الأجر فدائماً تأتي من أثقل إلى أخف فيكون حكمان للآية، أحدهم ثقيل وهو الأول، والآخر تخفيف مع بقاء حكمها الثقيل الأول لمن أراد الأخذ به. كمثال قوله تعالى:
{إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُ‌ونَ صَابِرُ‌ونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا}[الأنفال:65]

ولكن هذا الحكم ثقيل على الذين في قلوبهم ضعف باليقين بأن العشرين سوف يغلبون مائتين وهذا يتطلب يقين من هؤلاء العشرين المقاتلين وحتماً سوف يغلبون مائتين. ومن ثم جاء لآية القتال حكم إضافي إلى الحكم الأول تخفيفاً من الله مع عدم حذف الحكم الأول والذي يستطيع أن يأخذ به أصحاب اليقين ولم يتم تبديله ويأخذ بأي منهم مع اختلاف الأجر والصبر، والثقيل وزنه ثقيل في الميزان والحكم الأخف وزنه أخف من الأول في ميزان الحسنات، فأما الحكم الثاني للآية والذي لم يأتي تبديلاً للأول بل حكم مثله. وذلك في قوله تعالى:
{الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِين} صدق الله العظيم [الأنفال:66]

ولكنه لم يحرم على العشرين أن يقاتلوا مائتين، وإنما جاء التخفيف بسبب ضعف اليقين مع بقاء الحكم السابق لمن أراد الأخذ به، وذلك هو معنى قوله تعالى{أَوْ مِثْلِهَا} أي يجعل للآية حكمان فيأتي الحكم مثل الحكم الأول في الأخذ به ولم يلغيه شيئاً فيأخذ بأي من الحكمين.
ولكن هل أجر العشرين الصابرين الذين يغلبون مائتين كأجر مائة تغلب مائتين؟ كلا بل يستويان في الحكم بالأخذ بأي منهما ولكنهما يختلفان في الثقل في الميزان لو كنتم تعلمون ..

وكذلك مكر اليهود من خلال هذه الآية: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة:106]

وقالوا إن السنة تنسخ القرآن وأنه كانت توجد آية الرجم في القرآن ثم نسختها السنة وذلك لأنهم علموا أنهم لا يستطيعون أن يدخلوا عليكم من القرآن لتحريفة نظراً لحفظه من التحريف ليكون حجة على المؤمنين ومن ثم أرادوا أن ينسخوا القرآن بالسنة قاتلهم الله أنى يؤفكون، فكيف ينسخ حديث رسول الله حديث ربه ما لكم كيف تحكمون!

وقالوا بأن معنى قوله ننسها أي ننُسيها من ذاكرة الناس فيضعون أحاديث تتشابه مع ظاهر بعض آيات القرآن والتي لا تزال بحاجة للتأويل لمن يبينها بأن النسيئ هنا يقصد به التأخير وليس النسيان .

وللأسف إن الذين في قلوبهم زيغ يتبعون الأحاديث المتشابهة مع مثل هذه الآيات في ظاهرها لأنهم يريدون إثبات حديث الفتنة من اليهود وهم لا يعلمون أنه من اليهود بل يظنونه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك هذه الآيات التي تشابهت مع هذا الحديث في ظاهرها والتي لا تزال بحاجة للتأويل فهم يبتغون تأويلها بهذا الحديث وهؤلاء في قلوبهم زيغ عن القرآن الواضح والمحكم فتركوه وعمدوا للمتشابه من القرآن مع أحاديث الفتنة وهم لا يعلمون أنها فتنة موضوعة من قبل اليهود، لذلك برأهم القرآن بأنهم لا يريدون الافتراء على الله ورسوله بل ابتغاء البرهان لهذا الحديث وكذلك ابتغاء تأويل هذه الآيات والتي لا تزال بحاجة إلى تفسير ولكن في قلوبهم زيغ، وذلك لأنهم مصرون بأن هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بغض النظر هل يوافق القرآن أم لا، بل وقالوا إذاً السنة تنسخ القرآن وذلك هو الزيغ بعينه فكيف ينسخ حديث العبد حديث الرب بل كل الحديث من عند الله.

وتأتي الأحاديث في السنة لبيان حديثه في القرآن فتزيده بياناً وتوضيحاً، ثم إني لا أجد في اللغة بأن النسخ معناه المحو والتبديل بل النسخ من اللوح المحفوظ فتتنزل نسخة لنفس الآية التي نزلت هي نفسها في اللوح المحفوظ والآية المُنزلة نسخة منها لذلك قال الله تعالى {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} صدق الله العظيم

ولم أجد بأن النسخ يقصد به التبديل أبداً على الإطلاق وكلمة التبديل واضحة في القرآن العظيم في قوله تعالى:
{وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ‌ ۚ بَلْ أَكْثَرُ‌هُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٠١﴾} صدق الله العظيم [النحل]

فكيف تجعلون النسخ هو التبديل برغم أنكم تعلمون المعنى الحق للنسخ في اللغة أنه صورة طبق الأصل وحتى القرآن يقول بأن النسخ صورة طبق الأصل. كمثال قوله تعالى:
{إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الجاثية]

أي يقصد أعمالهم نسخة طبق الأصل لما يعملون دون زيادة أو نُقصان بالحق كما يفعلون يجدون ذلك في كُتبهم {اقْرَ‌أْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [الإسراء]

ثم وجد كل منهم كتابه نسخة طبق الأصل لعمله فلم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً، فكيف تجعلون النسخ هو المحي مالكم كيف تحكمون؟ فقد بينا لكم من القرآن بأن النسخ صورة لشيء طبق الأصل تماماً وكذلك أنتم تعلمون ذلك في اللغة فكيف يضلونكم اليهود حتى عن فهم لغتكم الذي تعلمونها علم اليقين ومن كان له أي إعتراض على خطابنا هذا فليتفضل للحوار مشكوراً

أخو المُسلمين الحقير الصغير بين يدي الله والذليل على المؤمنين تو اضعاً لله
الإمام ناصر محمد اليماني
........................................



غــــــزوة بدر ...


ويا أخي مُشبب، أما الآن فقد أعجبتني كثيراً لأنك تُحاجني من الكتاب المحفوظ من التحريف القرآن العظيم، وأراك تُحاجني بالرمز {قَلِيلٌ} ثم آتيك يا مُشبب بالجواب من مُحكم الكتاب إن كُنت من أولي الألباب والحق أقول والحق أحق أن يُتبع أن الرمز قليل في الكتاب وجدناه إما أن يكون رمزاً للرقم (ثلاثة) وإما أن يكون رمزاً (لثلث) وقال الله تعالى:
{وَاذْكُرُ‌وا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِ‌هِ وَرَ‌زَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُ‌ونَ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [الأنفال]

وهُنا يذكر الله الصحابة المُكرمين الذين حضروا معركة بدر يوم نصرهم الله على أعدائهم برغم أنهم قليل. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ} صدق الله العظيم

وأفتي بالحق أن الله يقصد في هذا الموضع بكلمة قليل أي أنهم (ثُلث) يُقاتلون ثُلثين بمعنى أن عدوهم مثليهم وإنا لصادقون.
وما ينبغي لي أن أفتيكم بغير علم من الله وأنهُ حقاً يقصد (ثُلث) ومن ثم آتيك بالبُرهان المُبين من مُحكم القرآن العظيم وقال الله تعالى:
{قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَار} صدق الله العظيم [آل عمران:13]

فتبين لك يا مُشبب من مُحكم الكتاب أن المقصود من قول الله تعالى {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ} أي أن الفئتين ثُلث وثلثين فأما (ثُلث) فهم فئة المؤمنين وأما ثُلثين فهم أعداؤهم الكُفار في غزوة بدر، بمعنى أنهم مثليهم فالتقت الفئتان وهم (ثُلث) و(ثُلثان) فأما (ثُلث) فهم الذي جعل الله رمزاً لعددهم كلمة (قليل). تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ} صدق الله العظيم

وأما فئة الكُفار فهم مثليهم أي ثُلثان. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ} صدق الله العظيم [آل عمران:13]
.................................



مُعلمه جبريـــل شديد القوى..


من أفضل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أم جبريل عليه السلام؟ ومن أعلى درجة وقدراً؟ وما دليلكم على ذلك؟ وبمَ يكون الفضل والدرجة والقدر؟

بسم الله الرحمن الرحيم ويا محمود المصري قال الله تعالى:
{وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [يوسف:76]

وقال الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} صدق الله العظيم [المجادلة:11]

ولم يقل محمد رسول الله أنه أعلم من جبريل وحين جاء يسأله جبريل عليه الصلاة السلام عن الساعة [ قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ]

وإني أراك تتدخل في شؤون الله ولا تزداد إلا فتنة يوماً بعد يوم، والله هو مقسم الدرجات، فآمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والمهدي المنتظر وذر أمر تقسيم الدرجات لله وحده، فلست أنت من يقسم رحمة الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَ‌حْمَتَ رَ‌بِّكَ} صدق الله العظيم [الزخرف:32] .. حسبي الله ونعم الوكيل.
...................................



بيعـــة الـــرضوان..


وقال الله تعالى:
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله الغظيم [آل عمران:31]

حتى إذا اتَّبعوا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبايعوه على نُصرة الله تحقق الهدف وقال الله تعالى:
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} صدق الله العظيم [الفتح:18]
..............................



فتح مــــــــكة...


فلا كتاب جديد من بعد القرآن العظيم فهل تريدني أُصدقك وأكذب كلام ربي ومن أصدق من الله قيلاً؟
فلا أعترف بكتاب جديد يأتي من بعد القرآن رسالة من رب العالمين سواء تلقيته في العلم أو في الحُلم فإني أُشهد الله وملائكته والصالحين من عباده بأني أكفر بكتابك جُملة وتفصيلا وأنه لم يوحى إليك من الله بل وسوسة شيطان رجيم يُريد أن يضلك عن القرآن العظيم فتضل عن طريقك الأمة إلى غير الصراط المُستقيم، وما تشعر به يا علم الجهاد ليس إلا وسواس خناس، وتالله لولا أن الله أيدني بُسلطان العلم من القرآن تصديقاً لوحي التفهيم لأصبح مثلي مثلك ياعلم الجهاد ومثل جميع المهديين الذين يوسوس لهم الشيطان في صدورهم فيوحي لبعضهم أنه المهدي وأن الذي يُكلمه في صدره أنها روح محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تنزلت إلى جسده ومن ثم يقول وأن ذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَ‌ضَ عَلَيْكَ الْقُرْ‌آنَ لَرَ‌ادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ} صدق الله العظيم القصص:85

ولكن ليس كما يزعمون بل قد مضى وانقضى وعاد محمد رسول الله إلى مكة يوم الفتح المُبين من بعد خروجه من مكة وذلك هو المعاد إلى مكة بالنصر المُبين تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ﴿١﴾ لِّيَغْفِرَ‌ لَكَ اللَّـهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ‌ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٢﴾ وَيَنصُرَ‌كَ اللَّـهُ نَصْرً‌ا عَزِيزًا ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الفتح]

وذلك هو المعاد إلى مكة منتصراً بعد أن خرج منها خائفاً يترقب فأصدقه الله بميعاد النصر المُبين في يوم فتح مكة ..
.................................



ناصر اليماني يدعو العلماء إلى الحوار عبر الإنترنت العالمية..


{وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَ‌ىٰ رِ‌جَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَ‌ارِ‌ ﴿٦٢﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِ‌يًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ‌ ﴿٦٣﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ‌ ﴿٦٤﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ‌ ۖ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ‌ ﴿٦٥﴾ رَ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ‌ ﴿٦٦﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿٦٧﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِ‌ضُونَ ﴿٦٨﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾} [ص]

فهل تبين لكم يامعشر علماء الأمة بأن النار فوق الأرض ودون السماء وتستنبطون ذلك من قصة تخاصمهم في قوله تعالى:
{إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ‌ ﴿٦٤﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ‌ ۖ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ‌ ﴿٦٥﴾ رَ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ‌ ﴿٦٦﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿٦٧﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِ‌ضُونَ ﴿٦٨﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾}
صدق الله العظيم

إذاً أهل النار بالنسبة لأهل الأرض ملأ أعلى، وبالنسبة لأهل الجنة فأهل النار ملأ أدنى، ذلك لأن النار توجد دون السماء وفوق الأرض أم إنكم لا تصدقون بقصة خاتم الأنبياء والمرسلين بأنه أسري به إلى المسجد الأقصى ثم إلى سدرة المنتهى بالأفق الأعلى وإنه مرَّ بأهل النار في طريق المعراج وشهد عذابهم البرزخي ألا ترون كيف أن القرآن قد وافق مؤكداً قصة الإسراء والمعراج وأن النار كانت على طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج فمر بهم وشهد عذابهم تصديقاً لوعد الله لرسوله في القرآن العظيم في قوله تعالى {وَإِنَّا عَلَى أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ} [المؤمنون:95]

ولكن بعقيدتكم بأن العذاب البرزخي في القبر وكل يتعذب على حدى في قبره قد نفيتم قصة معراج الرسول ذلك بأن رسول الله قال بأنه وجدهم في النار جميعاً وليس أشتاتاً في قبورهم، وهل جعل الله القبر إلا سنة غراب إلا لكي يكون ذلك بعيد عن العقائد فعلمنا الغراب كيف نواري سوءة أمواتنا وذلك ستر للعورة ويحفظ رائحة الجثة النتنة للإنسان بل هي أعظم نتانة من رائحة جسد الحيوان وذلك تكريماً لجسد الإنسان فلا تأكله الكلاب والذئاب.

ولكن اليهود جعلوا من ذلك أسطورة كأسطورة فتنة المسيح الدجال يقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت، ويعيد الروح إلى جسدها إلى غير ذلك من الخزعبلات التي ما أنزل الله بها من سلطان ولا يوجد لخزعبلاتهم برهان واحد فقط في القرآن ولكننا نثبت بأن أرواح أهل النار في النار من بعد موتهم وقال تعالى:
{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨﴾ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِ‌ينَ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [النحل]

وكذلك يوم القيامة يردون إلى أشد العذاب بالروح والجسم معاً وقال تعالى في قصة مؤمن آل فرعون قال:
{فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُ‌وا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْ‌عَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ‌ يُعْرَ‌ضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْ‌عَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [غافر]

يامعشر علماء الأمة قد تبين عالم دون السماء وفوق الأرض وقال تعالى:
{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَ‌ىٰ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [طه]

فعليكم أن تعلموا بأن هذه الآية تتكلم عن عوالم ولا تتكلم عن ذات السماء والأرض والكواكب والنجوم فقال{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات} وتعلمون بأن السماوات السبع مليئة بالملائكة. وأما قوله {وَمَا بَيْنَهُمَا} فذلك عوالم أهل النار في النار دون السماء وفوق الأرض. وأما قوله {وَمَا تَحْتَ الثَّرَ‌ىٰ } فذلك هو المسيح الدجال وجيوشه يوجدون باطن الأرض تحت الثرى في الأرض المفروشة.

يامعشر علماء الأمة ربما الجاهلون منكم يقولون ما بال هذا اليماني يريد أن يشككنا في عقيدتنا في عذاب القبر؟ فأقول تالله بأن ما يجلب للكفار الشك في الإسلام غير عقيدتكم في عذاب القبر الذي ما أنزل الله بها من سلطان ومن كان عنده سلطان على عذاب القبر من القرآن فليأتنا به إن كان من الصادقين ذلك بأن القرآن يقول غير ذلك بأن العذاب على النفس فقط من دون الجسم واستنبطنا لكم ذلك من القرآن وكذلك استنبطنا لكم بأنها تصعد إلى السماء ثم لا تفتح لها السماء أبوابها ثم يلقوا بها في النار دون السماء وفوق الأرض وأثبتنا لكم ذلك من القرآن حتى تأكد لنا حقيقة مرور الرسول على أصحاب النار في معراجه ومن كان له أي اعتراض على خطابنا فيلجمني من القرآن فليتفضل مشكوراً فيبرهن للناس بأني على ضلال مبين إن كان من الصادقين..

وسلام الله على جميع عُلماء المُسلمين وأمة الإسلام أجمعين وسلام على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين ..

أخوكم وإمامكم من يلجمكم بالحق الإمام الناصر لمحمد رسول الله والقرآن العظيم الإمام ناصر محمد اليماني

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
حفيد خاتم الانبياء محمد صلى الله عليه واله وسلم
المهدى المنتظر
الامام الخاتم ناصر محمد اليماني.

siege auto

0 التعليقات:

إرسال تعليق