
في كل مرة نساير فيها أحداث تعم حياتنا الخاصة لا نكترث لمعظم مسلماتها ونقتصر فقط على ما يهمنا أكثر منها، حسنا أمر طبيعي فلا يمكننا أن نحمل كميات كبيرة من الأفكار بل فقط نبذة يختارها العقل حسب انسيابها وسياقها والباقي نتركه خلفنا، ولكن يجب أن ننتبه جيدا فهناك حالات تستلزم التركيز في الصياغة وإلا سنضطر لرصدها كتلة واحدة، وقد يختل التوازن فنقتصر على التوقف الإجباري، فمن طبع المرء أنه يركز على كل محتويات الحياة مما يؤدي به إلى فقدان شهيته فيحس بالضياع في حالات معينة وكذلك يفقد لذتها، فمن الواجب علينا إدراك أشياء معينة قبل أخرى وليس التزامن المباشر عليها داخل قالب واحد، فعندما نكون في حالة غضب مثلا نولد طاقة إضافية لتحرير الجانب الحسي بل ولا نفكر في ضبط غضبنا بشكل من الأشكال، البعض منا يعتبرها سمة طبيعية، ممكن إدراجها من البديهيات ولكن لا نتمادى كثيرا في التعبير عن الغضب، فمهما تكون النتائج نتحمل الظرف افتراضيا مع نقص في التوازن النفسي بشكل عام، فكلما زاد الانفعال مع الأحداث اختلت بعض المعايير بحياتنا، وللإشارة ربما لا يستوعب البعض المعنى الحقيقي للفكرة، فلا نستسيغ ما قد ينقص من ذواتنا أثناء لحظة زمنية، كل شيء يأتي ويمر بسرعة، وكذلك إذا كنا في حالة بهجة قصوى يقع الاختلال، فالتوازن لا يقتصر على الهوامش السلبية بل يخص كل رموز الاستجابات المبالغ فيها من طرف الإنسان وهي تشكل تأثيرا بيني يحسه المرء مع مرور الوقت، فكم من مرة أحسسنا فيها بالضجر والضيق ولم نستوعب الأسباب، إنها حالة يدرك فيها الشعور أن شيئا ما ضاع منه من مراحل الحياة المتراكمة، ولكي نحافظ على التوازن في الحياة يستحب أن لا نكتفي بزاويتين متباعدتين في اتجاه معاكس ولكن نطرح مؤشر وسطي بمثابة بوصلة يعيد كل تباعد انحرافي إلى المستقر المركزي بشكل تدريجي، يكفي فقط أن نفكر قبل الاستجابة وسنتمكن من ضبط هذا الجهاز العجيب الذي نتوفر عليه جميعا ولا نستعمله إلا حين وقوع الخلل، حينها يستجيب تلقائيا دون تدخل منا، فلنا أن نختار تفادي خسائر بأيدينا معالجتها .
0 التعليقات:
إرسال تعليق