زوبعة الاعتراف
لا شك أن الحياة لها أكثر من واقع وهي تتمثل لنا في كل موقف نعيشه ونستمد طاقة لمواجهته كيفما كان نوعه، وهذا جميل وظيفيا يجعلنا في تأهب دائم أمام مسلسل الحياة دون الخضوع بشكل مطلق لها، نحاول إبراز دوافع وأعذار مقنعة كي تغيب شفافية الموقف وحتى لا تؤثر النتائج سلبيا على محتويات الحدث، طبعا هنا نتحدث عن الصالح الخاص فقط وإلا لن يكون ضروريا مقاومة الحقائق، وبالتالي سنكشف عن أسرار استغرقنا وقتا كثير في الحفاظ عليها لأنفسنا، ما دامت تخص الكيان ومحتويات النفس .
مهلا مهلا لم أقصد تعميم كلامي على الكل، أحاول فقط ربط بعض الأحداث التي كانت سببا في إفراز بعض الظواهر حول العالم .
ماذا يحدث عندما نحجب أفكارنا الحقيقية أمام شخص معين ؟؟
في بعض الأحيان نتضطر لتغيير تصرفاتنا مع الغير، مما يشكل لدينا ازدواجية سطحية باللغة والحركات و حتى الإيماءات تتغير، فما الذي حدث فجأة ؟
نستطيع بالتأكيد تقمص أدوار ونمثل شخصيات تمنينا لو استقرت عليها أنفسنا لكن في مواقف محددة فقط، حيث نعتبرها قيود تمنع خروج أشياء بداخلنا نعتبرها حرية شخصية ونقتضي بها في الإحساس الجميل ببعض من زوايا الحياة اليومية، وضع محير بالفعل .
ماذا يحدث عندما تقع حواسنا على شيء محدد يستهوينا وبالمقابل نقوم بالنفي ؟؟
هذا موقف متكرر عند أغلب الناس ومن ينكر هذا السلوك فانه يزاول تبرير مفبرك وسيكون الموقف مضحكا حينها، أصبحت هذه العملية تبدأ تلقائيا والبعض منا يعتبرها حقيقة، لو كنت مثلا مع صديق لك وأكثرت الإمعان بشخص مر بجانبكما مما سيثير دهشة صديقك حتى يضطر لطرح السؤال ويقول لك هل أعجبك هذا الشخص، وحتما سيكون الجواب بالنفي مع تبرير رمزي يبعد عنك الشبهات، فهل نفوسنا تخجل من الاعتراف بمثل هذه المواقف ؟
ماذا يحدث عندما نقع في الخطأ تعمدا ونقوم بالنفي مع التبرير المفبرك ؟؟
هذه الحالة صعبة جدا في تفكيك محتوياتها لأنها ترمز لبعض السلوكات المتناقضة في جوف الإنسان، ولا نستطيع قمع النفس أثناء مزاولة هذا الحدث .
في بعض الأحيان نقع ضحية حالة نفسية تحتم علينا استجابة معينة، فإذا كنا مثلا على علاقة ما بشخص معين، ووقع سوء فهم أو أحسست بقلة اهتمام، تجد نفسك تخضع لسلوك مفتعل كأن تمزق أو تكسر شيء يخصه ويمكن اعتبار هذا السلوك رد اعتبار أو لفت انتباه، وغالبا ما نقوم بتبرير ذلك على أنه عفوي ووقع بدون تدخل مقصود .
الإنسان له مؤهلات لا تحصى منها ما يمكن التحكم به وبلورته ومنها ما يأتي ويختفي، نعيش لحظات حياتنا استنادا على سلالمها منا من يصعد بتوازن دائم ومنا من يصعد ويتدنى ثم يقع والبعض لا يجرئ على الصعود يراقب فقط ويختبر نفسه في مكانه .
بقلم محمد المهدي الغنجاوي
0 التعليقات:
إرسال تعليق