![]() |
التجربة التي جعلت التمثال يمشي |
لا شك أن جزيرة ايستر المقترنة بعيد الصفح تحمل فرضيات عديدة حيرت الباحثين والبشرية بشكل عام، ينبغي أن لا نحصر نتائج أو تدوينات سابقة على شاكلة مسلمات فقط دون أن نعزز النظريات بالتجربة، فالتماثيل الضخمة التي تحتوي عليها الجزيرة تأكد صعوبة الموقف، وكذا نسبية النتائج .
وكي لا نبتعد عن مشعل الحقائق يستوجب علينا إعادة النظر في التماثيل من وجهة فكرية حتى نستطيع مسك مربط الفرص، وهذا ما عرفته أبحاث تخص الباحث ليبو وتيري المتخصص في علم الأنثروبولوجيا من جامعة هواي، وكانت نقطة بداية مستمدة من كتاب بعنوان " تماثيل التي تمشي " ويتعلق الأمر بموازنة حقيقية لسيناريو يخص ملحمة الظلام في جزيرة الفصح ، وهذا ما أشارت له الكاتبة العلمية جاريد دياموند من جامعة كاليفورنيا صاحبة الكتاب المذكور، لقد وصفت مجتمع جزيرة ايستر بأنه محكوم بالفشل بسبب الاكتظاظ والصراع و إزالة الغابات .
نبذة تاريخية عن النظرية الأولية المستخرجة سابقا للكاتبة عن مجتمع الجزيرة
![]() |
الباحثان ليبو وهنت أمام تجربة تحريك التمثال بالأحبال |
وقد لعبت تماثيل الجزيرة دورا هاما في هذا السيناريو حيث أكدت نتائج البحث على أن كتل التماثيل التي تزن ما يصل إلى 90 طنا تم نقلها عبر مسار المئات من الجزر وذلك باستخدام الأشجار التي أسقطت واتخاذها دور الزلاجات والبكرات و الروافع .كما قام قادة القبائل المتنافسة بتجنيد كامل لبناء هذه النصب التذكارية لمجدهم وشهدت التماثيل المكسورة المتواجدة على طول مسارات الجزيرة حجة على الفشل النهائي لمجتمعهم المبني على هذه المنحوتات الحجرية .
السيناريو الجديد نسبة إلى بحث هانت و ليبو
إن وجهة نظر الباحثين هانت وليبو مختلفة جذريا عن ما توصلت إليه الكاتبة العلمية جاريد دياموند، ووفقا لهما كل شيء قد تغير مضمونا بعد أن أثبتا بأن جزيرة الفصح لم تكن أبدا مكانا ملائما للعيش، ولا يتوفر على المساحات الخضراء ، بل و لم يكن هناك الكثير من الناس على الجزيرة .
في هذا السيناريو استقر البولينيزيون بالجزيرة هناك حوالي 800 سنة ، ووصلوا مع حقبة الجرذان التي التهمت أشجار الغابات .
استقرت الساكنة نسبيا لعدة قرون، ولكن مع وصول الأوروبيين تعرضت الجزر ضحية الأمراض التي هاجمت جهازهم المناعي فصار من المستحيل محاربتها .
لعبت التماثيل أيضا دورا مختلفا في السيناريو الخاص بهم ووفقا لبحثهم ، ليست هناك حاجة لكثير من الناس للتحرك لو كانوا تماثيل مرفوعة على شكل رأسي و كانت الطريق في حالة توازن .
باحث جديد دخل غمار هذه الأحداث اسمه جو آن فان تيلبورغ من جامعة كاليفورنيا وقد أظهر بالفعل أن الأسلوب الأفقي أمر ممكن إذا كان هناك العديد من العمال والخشب .
ولم يبقى على الباحثان ليبو وهنت سوى خوض تجربتهم الخاصة لذا قاما ببناء نسخة طبق الأصل لتمثال يزن 5 طن مع توزيع الوزن حتى يتحقق التوازن مع التمثال الحقيقي ، ثم ربطوا الحبال حولها ليتم تفعيل الرفع بواسطة رافعة ، و بهذه الوضعية أمكنهم تحريك التمثال بوضع تسهيلي لا يحتاج لمجهود خارق .وهم قادرون على الفور معرفة أن التمثال سينخفض إلى الأمام في حالة انفلات الرافعة و تم الإفراج عن التوتر من على الحبل وهكذا قام فريق من 18 شخص فقط استخدام الحبال لنقل التمثال ذهابا وإيابا وهم يتقدمون إلى الأمام .بالطبع ، تمثال 90 طن هو تمثال أكبر من 5 أطنان ، ولكن فكرة هانت وجدت مسارا يحتوي على مبدأ تجريبي لذا فان التقنية المستخدمة قابلة للتطور .
لا شك أن أبحاث ليبو وهنت الحديثة كانت أقرب مسلكا لتصور كيفية تنقل التماثيل الى حد الآن، في انتظار تطورات جديدة نستطيع من خلالها التوصل لحقيقة انقراض مجتمع الجزيرة، لا بد أن نشير لمزايا هذه الأبحاث والتي ستعطي فكرة عن بعض التقنيات البسيطة في تطبيقها من جهة والصعبة في تجميع رموزها من جهة أخرى .
المصدر : How Easter Island's statues walked
0 التعليقات:
إرسال تعليق